.png)
كنوز نت - بقلم : سليم السعدي
" قتل الابرياء والعنصرية "
احد اكثر التساؤلات الانسانية عمقا والما ، وهو يتناول قتل الابرياء والعنصرية والظلم في العالم ، وكذلك كيف يفسر الاديان الالهية تلك الاحداث التي يصعب فهمها .
اولا : قتل الابرياء والعنصرية :-
عندما نتحدث عن قتل الابرياء والعنصرية ، نواجه مشاعر الظلم والاضطهاد . في العالم البشري ، يتعارض هذا تماما مع مفهوم العدالة ؛ فقتل الابرياء ، سواء كان بسبب عرق او دين او جنس ، يعكس انعدام الرحمة وفقدان الانسانية .
. العنصرية تعتبر من اسؤا اشكال الظلم التي يمكن ان يواجهها الناس في العالم البشري ، تخلق فروق مصطنعة بين البشر على اساس اللون ، او الدين ، مما يؤدي الى الاضطهاد والقتل في كثير من الاحيان ، هذا يعتبر انتهاك خطيرا لحقوق الانسان في جميع الاديان والفلسفات التي تركز على العدالة والمساواة .
. في الاسلام على سبيل المثال ، جاء العديد من النصوص التي ترفض العنصرية تماما ، في القران الكريم ، في سورة الحجرات ( 49: 13) ، يقال : " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " . هذه الاية تشير بوضوح الى التفاضل بين الناس ليس بسبب العرق او النسب ، بل على اساس التقوى .
. في المسيحية ، يعلم الكتاب المقدس ان جميع الناس مخلوقون على صورة الله وان المحبة والتسامح يجب ان يسودوا على العنصرية . ففي رسالة بولس الى اهل غلاطية ( 3:28), يقال : " ليس هناك يهودي ولا يوناني ، لا عبد ولا حر لا ذكر ولا انثى ." هذه الاية تظهر ان الله لا يميز البشر على اساس العرق او الوضع الاجتماعي . وللاسف الشديد هناك نفوس شيطانية ممن ادخلوا مفهوم اليهودية والعرقية ، مثل رئيس حزب الليكود بني بيغن والصهيونية العالمية الذين ادخلوا مثل هذا الفكر وبالاصل هم بني اسرائيل جعلوها سياسيا ودينيا لاغراض استعمارية وعنصرية لاستمداد القوة والشرعية من خلال هذا الفكر .
ثانيا : العدالة الالهية في هذه السياقات :
في الاديان التوحيدية ، غالبا ما يتم تقديم العدالة الالهية كشيئ اعلى واوسع من العدالة البشرية . وفي حين قد يكون من الصعب فهم الظلم الالهي على الارض ، يعتقد ان العدالة الالهية تتحقق في النهاية في الاخرة . بمعنى اخر ، قد يرى البعض ان ما يبدو كظلم او قتل بريئ في الدنيا يتم تعويضه في الحياة الابدية .
. في الاسلام ، على سبيل المثال ، يعتقد ان الظلم في الدنيا يمكن ان يكون ابتلاء او اختبار من الله ، ولكن في الاخرة سيحاكم كل فرد بناء على اعماله . فحتى الظالمين سيلاقون جزائهم ، بينما يكرم المظلمون في الجنة .
. في المسيحية ، يؤمن بان الله سيحقق العدالة في النهاية ، حيث يحاسب الظالمون ، وتكافا الارواح البريئة ، في سفر الرؤيا ، يقال :" في يدهم تدفع كل حق ويعاقب الظالمين "، مما يعني ان العدالة النهائية هي في الله .
ثالثا : البحث عن الملاذ في ساعة المحنة :
عندما يواجه الناس المحن والظروف القاسية في حياتهم قد يتسالون عن وجود الله وعن مغزى المعانة ، من هنا يمكن ان يشعر البعض بان الله غائب او غير مهتم في مواجهتهم للظلم .
. في الاسلام ، يذكر ان الله هو الرحمن الرحيم وانه لا يظلم احدا . ولكن في بعض الاحيان ، تاتي المحن والابتلاءات لتكون اختبارا او فرصة للتوبة ، في القران الكريم ، يعالج هذا الامر يقول في سورة البقرة ( 2: 286 ): " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " . هذا يعني ان الله لا يحمل الانسان اكثر مما يستطيع تحمله ، وانه في نهاية المطاف سيجزي الصابرين والمظلومين .
. في المسيحية ، يقال ان المسيح نفسه عاش الالام والتجارب البشرية ليظهر التضامن مع معاناة الناس ، والانبياء الاخرين عاشوها مثل ايوب عليه السلام حين ابتلاه بالبرص في جسده وامات الله اولاده بعدما اخذ مواشيه التي يعتاش منها زيادة على ذلك الابتلاء بزوجته تحديا للشيطان ، ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام وموسى واخرين الخ ، في رسالة بولس الى اهل رومية ( 8: 18) , يقال : " فاني احسب ان معانات الزمان هذا لا تحتسب مع ذات المجد الذي سيحتسب فيه ". هذه الاية تظهر ان المعاناة الحالية لا تقارن بالاجر الالهي العظيم في المستقبل .
رابعا : كيف يفسر الرب بحث الناس عن ملاذ وحماية :
في الاديان ، يعتقد ان الله هو الملاذ في اوقات المحن ، وانه يسمع صلوات المستغثين والمعذبين ، في القران ، يذكر ان الله قريب من عباده ويستجيب لهم : " وقال ربكم ادعوني استجب لكم " ( غافر : ،60 ) , بينما في الكتاب المقدس ، نجد العديد من الايات التي تشجع على اللجوء الى اللهوفي الاوقات الصعبة مثل مزمور 34:17 الذي يقول : يقترب الرب من المستحقين القلوبةويخلص المنسحقين في الروح ".
في النهاية يفترض ان العدالة الالهية تتجاوز المحدودية البشرية وتبنى على ارادة الله التي قد لا نتمكن من فهمها دائما ،ومع ذلك ، في الاديان التوحيدية ، يشدد على فكرة ان الله قريب من المؤمنين به ، وانه يستجيب للذين يلجؤون اليه طلبا للمساعدة . نستخلاص من ذلك ان الظلم الذي يحدث في العالم ، بما في ذلك قتل الابرياء والعنصرية ، يثير الاسئلة العميقة حول العدالة الالهية . الاديان تشير الى ان العدالة الحقيقية ستتحقق في الاخرة ، وان الله هو الذي يعاقب الظالمين ويكافئ المظلومين ، بالنسبة لاؤلئك الذين يواجهون المحن ، يفترض ان الله هو الملاذ في اوقات الشدة ، وانه يستجيب للذين يدعونه بصدق في محنهم .
الم عميقا وتحديا فلسفيا واخلاقيا يتعلق بفكرة الظلم ، خاصة عندما يكون القتيل بريئ ولم يفعل شيئا يستحق الموت . ويطرح اسئلة تثير جدلا طويلا حول العدالة والمصير في حياة الانسان ،
اولا : العدالة الانسانية :
من منظور انساني ، عندما يقتل شخص بريئ دون اي ذنب ، يبدو ان العدالة غائبة . هذه الحوادث تثير مشاعر الظلم والالم العميق ، لان القتيل لا يمكنه الدفاع عن نفسه ، ولا يمكن التاثير في الاحداثالتي ادت الى موته ، بالنسبة للكثيرين ، القتل مهما كانت الظروف هو انتهاك صارخ للحقوق الانسانية ، ويعد فعلا شنيعا لا يتماشى مع قيم العدالة .
العدالة الاجتماعية في المجتمعات البشرية تسعى الى ضمان ان يعاقب القاتل وتعطى حقوق الضحية ، ولكن في حالات معينة ، مثل القتل العشوائي او القتل بسبب ظروف خارجة عن ارادة الضحية ( مثل الحروب والحوادث ) . يبدو ان العدالة الانسانية تظل غير كاملة ولا تستطيع اعادة الحق للقتيل .
ثانيا : العدالة الالهية : في الاديان التوحيدية ، نجد تفسيرات مختلفة تتعلق بموت الابرياء والظلم ، بما في ذلك فكرة ان الله هو العادل الحكيم . لكن هذه الافكار تختلف بناء على التفسير الديني الخاص بكل دين .
في الاسلام ، يعتقد ان الانسان في الحياة الدنيا يمتحن ويختبر ، وان كل شيئ يقع في الحياة هو مقدر من الله ، حتى وان بدا ظالما او مؤلما من الناحية البشرية ، لذلك يعتقد ان القتيل الذي يموت بريئا يمكن ان يعتبر شهيدا ، ويكافا في الاخرة ، حيث ينعم عليه بجنة الله . وبذلك فان موت الابرياء قد يفسر على انه ابتلاء او اختبار الهي ، حيث ان الله في النهاية يعلم ما هو افضل للانسان في المصير النهائي .
. في الكتاب المقدس نجد ايضا اشارات الى ان الله قد يختار توقيت الموت لاسباب قد لا نفهمها ، ولكنها جزء من ارادته الحكيمة . في بعض الحالات ، يعتبر ان الموت المبكر قد يكون وسيلة لتطهير الشخص من الدنيا الفانية ومنحهم حياة ابدية في الاخرة .
ثالثا : مفهوم الذنب في هذه الحالة :
اذا كان القتيل بريئا ولم يرتكب اي ذنب ، فقد يتسال الانسان عن المسؤولية في مثل هذه الحوادث ، في كل الاديان التي تعترف بفكرة الابتلاء الالهي ، يعتبر ان الذنب لا يعود على الشخص المقتول ، بل على الظالم او القاتل الذي ارتكب الجريمة ، هذا يعني ان القتيل لا يحمل مسؤولية عن موته ، وانما الذنب يتحمل الفاعل .
. في الاسلام يقال في القران الكريم : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق " ( الانعام : 151 ) . وهذا يعني ان القتل محرم ولا يعتبر حقا الا في حالات معينة مثل ( القصاص ) . وبالتالي ، لا يحمل الشخص المقتول اي ذنب عن موته .
رابعا : العدالة في عالم غير مفسر :
واحدة من اكبر التحديات الفلسفية التي نواجهها هي محاولة تفسير العدالة في عالم ملئ بالظلم والشر ، لماذا يقع الشر ؟ لماذا يقتل الابرياء ؟ هذه الاسئلة غالبا ما تبقى دون اجابة شافية ، مما يجعلنا نشعر بالحيرة والغضب ، قد ينظر الى الموت البريءعلى انه تشويش للعدالة في العالم ، مما يجعلنا نتسال عن وجود العدالة الالهية في هذا السياق .
خامسا : الظلم والعدالة النهائية : من المنظور الديني في بعض الاديان ، يمكن ان يعتقد ان العدالة الالهية ستتحقق في الاخرة ، حيث يحاسب كل شخص على افعاله ، ويعاقب الظالم ، ويكافا المظلوم . من هذا المنظور القتيل قد يكافا في الاخرة ، وربما يكون حظه في الحياة الاخرة افضل من حياة الدنيا ، وعليه يتم النظر الى الموت في هذا السياق على انه مرحلة الانتقالية نحو العدل الابدي .
سادسا : الذنب والنية :
في الاسلام يعتبر ان النية هي جزء اساسي من الاعمال ، لذلك يعتبر ان الشخص الذي يقتل ظلما لا يتحمل اي ذنب ، بل القاتل هو من يحمل الذنب الاكبر ، في النهاية قد ينظر الى القتيل في هذا السياق على انه شخص طاهر لا ذنب له . وانه فد نال جزاءه في الاخرة رغم الظلم الذي تعرض له في الدنيا .
حكم ووعيد من الله للقاتل في الاخرة .
قال تعالى : " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنة واعد له عذابا عظيما ( النساء 93) . القتل العمد يوجب عقوبة القصاص : وهو تنفيذ حكم الاعدام للقاتل . فهناك دول تنفذ حكم الاعدام للمجرمين كرادع عام للمجتمعات التي يكثر فيها جرائم القتل فالسعودية وايران والصين والولايات المتحدة الامريكية تعاقب القاتل العمد بالاعدام وبعد البلدان تعاقب بالسجن المؤبد مثل بعض الدول الاوروبية لمدى الحياة بدلا من الاعدام ، او السجن لفترات طويلة تترواح بين 20 عاما الى 30 ، حسب درجة الجريمة .
هناك جرائم ترتكب في الوسط العربي وياخذ ابعادا اجتماعية ، اقتصادية ، واحيانا سباسية لافصل الصورة بشكل واضح .
ما هي ابرز مظاهر الجريمة في الوسط العربي ؟
اولا : انتشار جرائم القتل والسلاح غير مرخص
. للاسف ، الكثير من المجتمعات العربية ، خصوصا في بعض المناطق داخل دول مثل فلسطين ( الداخل المحتل ) . العراق ، سوريا ، وبعض المناطق في الدول العربية ، تعاني من انتشار السلاح غير المرخص ، لاسباب عدة منها تقصير الدولة في حماية المواطنين او الناحية الاجتماعية او الاقتصادية او نقص الحماية للفرد ، وهذا يؤدي لسهولة ارتكاب جرائموالقتل والثار والنزاعات العائلية .
ثانيا : دور الجريمة المنظمة :
في بعض المناطق ، مفهوم " العار " و"الدم " و"الثار " ما زال حيا .
خلافات بسيطة قد تتطور الى جرائم قتل بسبب فكرة " رد ، شرف " او استعادة الكرامة " ، مما يؤدي الى سلسلة من القتل المتبادل بين العائلات .
رابعا : تقصير السلطات او تواطؤها احيانا
في بعض الدول ( او المناطق الخاضعة لاحتلال او سلطة ضعيفة مثل حكومة الكيان الصهيوني ). لا تقوم الشرطة او الدولة بدورها الكافي لحماية المواطنين او مكافحة الجريمة وصدر مؤخرا اعتراف احد القيادات الشرطوية في الجنوب المحتل في الداخل انه اقر بعجز الشرطة باعتقال القتلة والمجرمين لاسباب تتعلق بجهاز المخابرات ، احيانا هناك اتهامات بان السلطات تتجاهل عمدا تصاعد الجريمة ، سواء لاسباب سياسية ( اضعاف مجتمعةمعين ) . او لغياب ارادة حقيقية . اسباب اخرى لارتفاع الجريمة في الوسط العربي
الفقر والبطالة وتهميش المجتمع ، والثقافة العشائرية والثارية ، ضعف جهاز القضاء والامن ، الاحتلال والسياسة .
غياب الفرص الاقتصادية يدفع بعض الشباب للانخراط في الاجرام في بعضةالمجتمعات العربية تشعر بانها مهمشة من السلطة المركزية . الاعراف التي تضعف سلطة القانون وتعزز فكرة اخذ الحق باليد . غياب الردع القانوني او فساد بعض الاجهزة الامنية . في بعض المناطق في الداخل الفلسطيني الاحتلال له دور في نشر السلاح والحريمة بشكل غير مباشر ، بالسماح بسرقة مستودعات السلاح في الجيش او التهريب من مناطق كالحدود الشمالية او الشرقية او الجنوبية ، الحلول الممكنة :
اولا : تعزيز التعليم والتوعية : نشر ثقافة الخوار ونبذ العنف وخل النزاعات سلميا .
ثانيا : دعم الاقتصاد وفرص العمل للشباب وتقليل البطالة والفقر ومنع الانخراط في العصابات .
ثالثا : تطوير الاجهزة الامنية والقضاء ودعم فكرة تجنيد شركات حراسة على مدار 24 ساعة تنتشر في البلدات والقرى العربية لضمان العدالة وعدم افلات المجرمين واعطاء المواطن الاحساس بالامان على نفسه واسرته ، هناك عصابات تبتز اسر وعائلات لها قدرات مادية في الاونة الاخيرة تعرضت عائلة في احدى القرى سبعون طلقة نارية على منزلهم مما ارعب السكان صغيرهم وكبيرهم ، واظن لم نسمع عن اعتقال احد من منفيذي هذا الاعتداء ،
رابعا : التصالح الاجتماعي : اصلاح العادات التي تشجع على الثار والانتقام ، هناك لنا اخوة يعملون ليل نهار للاصلاح كلجنة افشاء السلام التي لعبت دورا هاما في حل الكثير مز النزاعات والاصلاح بين مركبات مجتمعنا ، وقد اصدرت عدة كتب تثقيفية وتوجيهية للجميع المؤسسات التعليمية والمجالس المحلية والبلديات وكثير من النشاطات التي ساهمت في ايجاد الحلول المناسبة من خلال عدة ادوات منها اطباء ومختصين في جميع المجالات وانعمل دراسات على يد خبراء كل واحد في اختصاصته ولكن للاسف الشديد الدول واجهزته الامنية اخرجت هذه اللجنة عن القانون ، والاسباب واضحة وهي انها لا تريد ان يتوقف جرائم القتل والتهديد والابتزاز لدوافع سياسية تهدف الى تهجير شعبنا من ضمن تلك السياسات هدم البيوت والاستيلاء على الارض .
خامسا : الحل مراقبة السلاح : وضبطةانتشار السلاح الغير قانوني بشكل صارم واثبات حستة النية لتلك الاجهزة على انها تريد الحلول وعدم المباشرة في كبح الجريمة في الوسط العربي يبقى اصابع الاتهام موجها ضدهم .
24/03/2025 01:52 am 119