.png)
كنوز نت - بقلم : سليم السعدي
" رسالة الى السيد بنيامين نتنياهو "
رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني
بصفتك المسؤول التنفيذي الاول في حكومتكم ، ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وانهاء السياسات العدوانية ، ضد الشعوب واولهم الشعب العربي الفلسطيني ، ان التاريخ يكتب بمواقف القادة ، وليس فقط بالقوة والسلطة . ان السياسات التي تنتهجها ، من عدوانك على الشعوب، واحتلال للاراضي ، وتهجير للمدنيين ، لن تجلب الا مزيد من الصراعات والكراهية ، وهي ليست سبيلا للامن او السلام ، ان تصعيد العنف والقتل سينتقل بطريقة او اخرى الى الداخل ، وانت تعلم ما يجري اليوم من قتل وابتزاز وتهديد امن المواطنين ، الاهمال في معالجة هذا العنف سيؤدي الى انفجار لا يحمد عقباه ، انك اليوم امام لحظة حاسمة : اما ان تسلك طريق العدل والتراجع عن هذه السياسات ، او ان تخلد في صفحات التاريخ ، كرمز للاضطهاد والاستبداد . ان الاحتلال مهما طال ، مصيره الزوال ، وان ارادة الشعوب لا تقهر . والتاريخ شاهد على ان المستعمرين يرحلون ، وان الشعوب صاحبة . الارض تبقى وتنتصر . تذكر ان الخيارات ما زالت امامك ، ولكنها لن تبقى كذلك الى الابد .
فان سياستكم في الاراضي المحتلة تخالف بشكل واضح القوانين الدولية ، بما في ذلك اتفاقيات جينف ، وميثاق الامم المتحدة والتي هي سبب الاساسي لنكبة عام ١٩٤٨ وتسلحتم بها ، وايضا قرار مجلس الامن التي تؤكد على عدم شرعية الاستيطان وتجريم العقوبات الجماعية ، وحماية حقوق الانسان في زمن النزاعات ، ان مواصلة الانتهاكات الموثقة ، من عمليات التهجير القسري ، والاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين ، والتوسع الاستيطاني غير القانوني ، سيعرضكم للمساءلة الدولية ، بل تشكل ايضا، تهديدا للاستقرار الاقليمي ، لا تتبع اوامر المسيح الدجال الذي استحوذ على عقلك واجبرك ان تقوض فرص السلام الذي انتظره الجميع ، فالمسيح الدجال بنى مجيئه على الحروب ودماء الاطفال ، لكل حرب لها نهاية واذا كنت حقا تؤمن بالله كما تزعم ارجع حقوق الشعوب التي اخذت حقها في الوجود ، اسرائيل نشات بقرار من القوى الاستعمارية التي سرقة حق السكان الاصليين ، عام ١٩٤٨ تم تهجير مئات الالاف من الشعب الفلسطيني قسرا واليوم ان تفعل ذلك في عام ١٩٤٨ لم يكن تهديدا على اليهود الذين عاشوا على هذه الارض بامن وسلام ومحبة ، ادعائكم بملكية ارض الذي يستند الى نص ديني ، فهل يمكن عرضه كوثيقة قانونية تحمل توقيع " المالك الاصلي " ؟ من ! المستحيل الحصول على " توقيع " الله كجهة قانونية هل الارض تمنح بالاوامر الدينية ؟
الموروث التاريخي ليس قانون . في القانون ، لا يعتبر " الموروث الديني " او " النصوص " القديمة " دليلا على الملكية ، والا لكان العالم كله في حالة حروب مستمرة بين الاديان . اذا لا يمكن لاي جهة ان تدعي ملكية الارض بناء على نص ديني دون اثبات قانوني معترف به دوليا . الارض تملك عبر الوجود الفعلي ، العقود ، المواثيق ، والتوافقات بين الشعوب ، وليس بناء على معتقدات دينية لا تلزم غير المؤمنين بها . اذا كان هناك نص ديني يقول ان الله منح شعبا معينا ارضا " ملكا ابديا " لماذا الله لم ينفذ الوعد كما هو ، الابدية تعني الاستقرار الدائم ، وهذا لم يحدث اطلاقا الوعد هو سياسيا استخدمتها فئة معينة لاضفاء شرعية دينية على مطالبها الجغرافية كثير من الشعوب استخدمت هذا الاسلوب لادعاء احقيتها في الارض ، مثل الفتح الاستعماري الاوروبي الذي ادعى انه رسالة مقدسة .
الوعود الدينية لا تترجم الى قوانين دولية ، لا توجد في القانون الدولي اي مادة تعترف " بالوعد الالهي " كاساس للملكية ، الشواهد الواقعية تناقض الفكرة ، اذا كانت الارض " ملكا ابديا " فلماذا احتلتها قوى مختلفة ؟.
اذا كان الوعد " الهيا " ، فلماذا لم يحفظ الاله رغم مرور الالف السنين من الاضطهاد والضياع ؟
سالت نفسك لماذا يحتاج من يؤمن بهذا الوعد الى دعم سياسي وعسكري لتحقيقه ، بدل ان يتحقق بقدرة الهية مباشرة ؟
ان تمسك بعض اليهود الصهاينة ( وليس كلهم ) بمفهوم " الوعد الالهي " كذريعة لامتلاك فلسطين يعود لاسباب دينية ، سياسية ، ونفسية ، وليس بالضرورة لكونها منطقا قانونيا ثابتا . هناك طوائف يهودية اخرى لا تؤمن بهذه الفكرة بل وترفضها ، استخدام الوعد الالهي كاداة استعمارية مثل ما فعلته اوروبا حين قتل ٧٠ مليون من الهنود الحمر قبل ٣٠٠ عام في القارة الامريكية واستولت على اراضيهم ، ما تفعلونه اليوم يا سيد نتنياهو هو نفس المنهج والطريقة في الضفة وقطاع غزة وخطتكم فاشلة لان البعد القانوني لاضفاء شرعية زائفة على الملكية بتبرير الاستيطان الغير شرعي والغير قانوني والتلاعب بالواقع التاريخي لتصنع لكيانك شرعية ، تبرير الاحتلال على ملكية الارض باطلة قانونيا ، اذا كانت فلسطين حقا " هبة الهية " فلماذا احتاج تحقيق هذا الوعد الى دعم كفار مثل بريطانيا وامريكا ، والغرب والذين لا يتبعون اليهودية اصلا . هل يعقل ان الله يمنح " ارضا مقدسة " عن طريق انظمة استعمارية قامت بالاضطهاد البشرية بدلا من ان يكون تدخله واضحا ومباشرا وسؤال اخر ولماذا تم تنفيذ الوعد على ايدي " اعداء الله " ؟
القوى التي ساعدت في اقامة اسرائيل ( بريطانية ، امريكا ، الاتحاد السوفيتي ) لم تكن مؤمنة باليهودية بل كانت قوى استعمارية مصلحية . كيف يكون الوعد " الهيا " لكنه يتحقق عن طريق تحالفات سياسية ، رشوة زعماء ، وجرائم حرب ؟
حتى اليوم ، اسرائيل تعتمد على بقائها على السلاح الامريكي ، والمال العربي ، وليس على قوة الهية . فكيف يكون هذا " وعد مقدس "
التفسير المنطقي : الوعد ليس الهيا بل مشروع سياسي .،
من الناحية العقلية ، يبدو ان " الوعد الالهي " مجرد ذريعة دينية لتبرير مشروع استعماري وليس خطة الهية حقيقية لم يكن هناك تدخل الهي ، بل صفقات سياسية واتفاقيات استعمارية ، مثل وعد بلفور واتفاقات الامم المتحدة . اذا كان الله قادر ، فلماذا يحتاج الى الامم المتحدة ، والجيوش الغربية واللوبيات المالية ؟.
هناك امم كثيرة تدعي ان الله وعدها باراض ، فلماذا لم تحقق ذلك ؟
المسلمون حكموا الاندلس 800 سنة ، فهل يمكنهم الادعاء بان الله وعدهم بها؟
لماذا لم يتكمن اليهود من الحفاظ على الارض ، رغم هذا الوعد ، اذا كان حقا الهيا؟
معظم اليهود والتي تنتسب انت اليهم معظمهم ليسوا من نسل العبرانيين القدماء ، بل هم خليط من شعوب مختلفة دخلت اليهودية عبر التاريخ ، مثل يهود الخزر في اوروبا الشرقية الدراسات الجينية تظهر اختلافا كبير بين اليهود الاشكناز ( اوروبا الشرقية ) واليهود السفارديم ( اسبانيا والعالم العربي ) والفلاشا ( اثيوبية )
يهود الخرز : كيان سياسي تبنى اليهودية . الخزر كانوا شعبا تركيا حكم منطقة القوقاز في العصور الوسطى ، واعتنقوا اليهودية لاسباب سياسية ، معظم يهود اوروبا الشرقية ( الاشكناز ) ليسوا من نسل " بني اسرائيل " بل من نسل الخزر الذين تهودوا
العلمانية شاركت في الاحتيال الديني ورفعت شعار " الدولة اليهودية " لكنها تدعم المهاجرين حتى ولم يكونوا يهودا حقيقيين ، اليهود المتدينون الارثوذكس يعارضون اسرائيل لانها تتناقض مع تعاليم التوراة فالصهيونية ليس دينا ، لكنها استخدمت اليهودية كاداة لاضفاء شرعية زائفة على احتلال فلسطين احتياجكم الى قصة مقدسة لتبرير الاستيطان والتمسك باسطورة " الوعد الالهي " هي مزيج من الخيال وخداع النفس ، فالاعتقاد انك ملك اسرائيل وعطاء الله هذه خدعة للناس ، لا تقدم ولا تؤخر نشر ثقافة الكراهية والاعداء ليس هي عمل الرسل ولا الانبياء لان الله حرم القتل وحرم الكذب وحرم الزنى وحرم عبادة الاصنام وامر باحترام الاب والام وحرم شهادة الزور وكل ذلك انتم تفعلونه يبدو يا سيد نتنياهو ان الاحداث التي مر بها الشعوب التي هاجرة لفلسطين اصابها حالة نفسية صعبة نتيجة الحروب والمعانة وما تصنعونه اليوم في الضفة وغزة والداخل لاكبر دليل على حالتكم النفسية الصعبة التي تمرون بها فالعالم بات اليوم ضدكم ويكرهكم بسبب سياساتكم وعدوانكم على الشعوب المستضعفة ، اذكرك بما جاء بسفر اللويين 25:23 ,حيث يقول الله " والارض لا تباع ملكا الى الابد ، لان لي الارض ، فانتم غرباء ونزل عندي ،" تذكر هذا النص جيدا وهو من كتابك اذا حقا كنت تؤمن به فانت نزيل وغريب ، وتاكد الله يمهل ولا يهمل وغضبه شديد على المعاند والكافر والكذاب والمجرم ، كنت اتمنى ان تعدل بقراراتك وتحكم بالعدل فالحكم بالعدل تطيل العمر والصحة والامن والسلام ، عليك ان تختلي بنفسك وتحاسبها وتسالها هل انت وضميرك تصنع مشيئة الرب ام انها مشيئة الشيطان الذي اغوى ادم وحواء واخرجوا من رحمة الله والجنة ، امل ان تراجع ضميرك ووقف هذا الصراع العقيم مثل عقم النساء الذين لا ابن لهم فكن انت حمامة سلام لا غراب الدفن ، الحكمة ان تجعل الشعوب تحبك لا ان تكرهك فصانعي السلام يدعون ابناء الله وصانعوا القتل والحروب يدعون اولاد الشيطان
27/03/2025 06:35 pm 117