كنوز نت - بقلم الفنان سليم السعدي 

" الامة العربية في خطر

تواجه الامة العربية تهديدات متعددة ، ليست فقط عسكرية او سياسية ، بل تمتد الى الاخلاق ، والهوية ، والاقتصاد ، وحتى الوعي الجمعي ، الخطر ليس مجرد احتلال او تدخل اجنبي ، بل هو انهيار داخلي يجعل الامة عاجزة عن استعادة نفسها حتى لو زالت التهديدات الخارجية . 
ان تراجع الوعي والضمير العربي سببه الازمات واستخدام التطعيم ضد كارونا كاداة للسيطرة هناك نظريات تتحدث عن ان اللقاحات كانت وسيلة للتحكم او حتى لاضعاف الشعوب ، مع ان الشعوب العربية عانت من ضعف الضمير قبل كورونا ، الجائحة كشفت عن ازمات داخلية عميقة مثل ضعف البنية الصحية ، الاستبداد السياسي ، وانتشار الخوف والتضليل الاعلامي . من ضمن ذلك هناك عوامل قوية ساهمت مع تلقيح كارونا زادت سؤ لضمير الامة العربية . منها : 
* القمع والاستبداد _ عندما يعيش الانسان في خوف دائم ، يصبح عاجز عن التفكير في القضايا الاخلاقية الكبرى ، وهذا الامر ساهم لازمة كارونا المفتعلة والمخطط لها سلفا ان تميت الضمير العربي فاصبح ميتا ينتظر دفنه . 
* الفقر والصراع على البقاء _ عندما تكون الالولوية للبقاء على قيد الحياة ، يتراجع الاحساس بالمسؤولية الجماعية . 
* الاعلام الموجه والتضليل _ غسل الادمغة وترويج التفاهه ، وتحويل الانشغال الشعبي نحو قضايا ثانوية بدلا من الازمات الحقيقية ، مثل شبكات التواصل والمحطات التي تسلب عقل المشاركين فيها بدعم مادي واغراءت اخرى بنشر الدياسة والنذالة والسقوط لاخلاق المتابعين وتوريطهم وابتزازهم عبر اصتيادهم بمواقف حساسة ، الخ من سموم تنشر وتبث لابعاد الامة عن الدين وهدم الاخلاق .

* التطبيع مع الظلم _ رؤية القتل والقهر يوميا دون اي رد فعل يجعل القلوب باردة والضمائر ميتة . ما يحدث في غزة والضفة الغربية يثبت ان ضمير الامة مات موت سريري ولربما للابد . 
* تفكيك الهوية والانتماء _ تحويل المجتمعات الى كيانات فردية ، حيث يصبح الانسان مهتما بمصلحته الشخصية فقط . 
" الجائحة قد غطت مشاريع صفقة القرن ولكنها فشلت مؤقتا ، وسبب ضعف الامة العربية وضميرها الميت بعد التطعيم الفاسد اصحاب القرار السياسي في حكومات الظل والدولة العميقة استطاعوا ، تمرير سمهم الخبيث من خلال المصل الذي وضعه في اجساد الامة لاضعافها ، والسؤال كيف نقول الضعف السياسي والتبعية لكثير انظمة عربية ضعيفة وعاجزة عن اتخاذ قرارات مستقلة بسبب اخذ ابرة الذل والتخدير من القوى الكبرى . 
تم تفكيك داخلي وانقسامات بين الدول العربية تجعلها غير قادرة على تشكيل قوة موحدة . 
الفساد والاستبداد _ تلك الانظمة التي تحكم شعوبها بالقمع بدلا من تحقيق العدالة والتنمية ، ثروات بلدانهم تنهب امام اعينهم بينما يعيش ملايين من العرب تحت خط الفقر وغياب الديمقراطية الحقيقية ، واحتكار السلطة من قبل قلة قليلة . 
* التبعية الاقتصادية والاعتماد المفرط على النفط دون تطوير صناعة او زراعة او تكنولوجيا محلية . انهيار الهوية الثقافية ، وفقدان الثقة باللغة والثقافة العربية ، امام الغزو الثقافي الغربي ، وكله يدخل في مشروع السيطرة ، فقد اغرق الوطن العربي بالاعلام التافه بدلا من الوعي ، ويمجد الاستهلاك بدلا من الانتاج ، الصراعات الداخلية والحروب الاهلية ساهمت في تمزق هذه الامة اذ دخلت في عدة دول ( سوريا ، اليمن ، ليبيا ، السودان ، العراق ... ) الامة العربية ليست فقط في خطر ، بل تعيش في مرحلة مفصلية بين الاستمرار في الانحدار او بدء مشروع نهوض جديد ، وهذا لا يحدث الا باخراج سم الكارونا الذي وضعه في اجساد الامة ، لن ياتي تغيير الا بعملية جراحية واستاصال ذاك المصل الذي امات ضمير الامة العربية .