.png)
كنوز نت - حسن عبادي/ حيفا
الوسادة العجيبة
كنوز نت - حسن عبادي/ حيفا - وجدت قصة "الوسادة العجيبة" للكاتبة النصراويّة حنان جبيلي عابد تحمل رسالة واضحة غايتها تربية الطفل، وإدراكه لعالمِه ولشخصيّتِه مراعية قدراته العقليّة وعمره الزمني ومراحلِ نموّه، ميوله ومواقفه واتجاهاته معتمدا على الحدث والشخصيات والحبكة واللغة والخاتمة.
نجحت حنان في قصتها بتوظيفِ الصورِ ورسومات الفنانة منار نعيرات لنقل الرسالة للطفل المتلقّي، فالطفل في مراحله الأولى يهتم بالصورة وينْشَدّ إليها، فهي خطابٍ منفتح ومتعدّد القراءات كالصور المتحرّكة، فللصورة ميزةٌ خاصة بالنسبة إلى النصّ، فهي تنقل الرسالة فورا حين أن الكلماتِ تتسلسل حسب نظام محدّد بينما تُظهر الصورة الرسالة منذ الوهلة الأولى.
استعملت الكاتبة لغة بسيطة وسهلة نسبيّا، بسيطة وتلائم الأطفال، وخالية في مجملها من غريب اللفظ، أحاديّة اللغة، اعتمدت لغة عربيّة فصيحة ذات أصوات متعدّدة: الطفل الصغير طارق، والغيمة ديمة، وصوت الصورِ.
تتحدث القصة عن طفل صغير اسمه طارق، أغمض عينيه لينام، سمع صوتا يناديه ويقول له: "أنا هنا، انهض من سريرك وسَتراني"، نهض من سريره، فرأى وسادته قد تحوّلت إلى غيمة بيضاء صافية، واسمها ديمة. أخبرته بدورها أنها أتت لتلعب معه، وأنّه بإمكانها أن تتحول إلى أيّ شكلٍ يريده. طلب منها أن تتحول الى مثلّث، ثمّ إلى حصان، وأخذه الحصان جولة في السماء فوق الحيّ ففرح جداً، فطلب منها أن تتحوّل إلى نَسْر وأسد وفيل وزهرة وشجرة، وفي طريق العودة تحوّلت الغيمة ديمة إلى قوس قزح أبيض اللون لتنزلق به إلى غرفته فرحاً سعيداً لتعود كما كانت وسادة تحت رأسه.
عملت الكاتبة على فتح آفاق جديدة لتوسّع خيال الطفل، حيث حوّلت الوسادة الى غيمة محلّقة تلبّي طلبات صاحبها طارق وتحقّقها له ممّا يُسعده.
لجأت الكاتبة إلى عنصر التشويق، والتسلية، والترفيه، ما يلائم الأطفال، وراق لي أسلوب الحوار الذي أعطى النص حيويّة وحياة بعيداً عن النشاف والملل، وكذلك الأمر توظيفها لقوس قزح (سألتني حفيدتي ليم: لماذا جعلته أبيض اللون؟ لم تصوّره بألوانه الطبيعية؛ أحمر من الخارج ويتدرّج إلى البرتقالي فالأصفر فالأخضر فالأزرق فأزرق غامق (نيلي) فبنفسجي).
وجدتها قصة موفّقة لجيل الطفولة المبكرة، في لجوئها للخيال، فهذا طبيعي جداً لجيل أطفال اليوم، تساعد على تنمية خيال الطفل وتعبيره عن رغباته.
راق لي اسم بطلتها؛ فابنتي البِكر اسمها ديمة، والدة أحفادي ماهر وليم.
أوصي بالالتزام باللغة العربية الفصيحة في الخطاب المقروء والمسموع؛ لأن الطفل العربي يفهم هذه اللغة، وإن لم يكن قادراً على إنتاجها كي يذوّتها ولا نسلبه لغته ونشوّش أفكاره.
لفت انتباهي أنّ الصفحات الداخلية للقصة غير مرقمّة، ولم يُشَر إلى الفئة العُمريّة المستهدفة.
ملاحظة لا بد منها؛ قرأت القصّة بنسختها الإلكترونية، ولا علم لي بمدى مطابقتها للنسخة الورقيّة.
[*] مشاركتي في ندوة اليوم السابع المقدسية، الخميس 20.02.2025

21/02/2025 01:30 pm 63