![إغلاق مدرسة ابن سينا “أ”: بين غياب التخطيط وتهديد سلامة الطلاب نفسيًا وتعليميًا](upload/02-2025/article/471690243_122134708394444606_4879124453191026964_n.jpg)
كنوز نت - جبهة الطيبة الديموقراطية
إغلاق مدرسة ابن سينا “أ”: بين غياب التخطيط وتهديد سلامة الطلاب نفسيًا وتعليميًا
أعلنت بلدية الطيبة،في 12/2/22يوم الأربعاء، عن إغلاق مدرسة ابن سينا “أ” الابتدائية حتى إشعار آخر، بعد اكتشاف تشققات خطيرة في مبنى المدرسة خلال فحص روتيني. وأكدت البلدية في بيانها استدعاء معهد مختص لفحص المبنى، حيث تبينت الحاجة إلى تدخل فوري لمعالجة الأضرار وضمان السلامة. وقررت الجهات المعنية، بعد التشاور مع إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم، اعتماد التعليم عن بُعد مؤقتًا، تمهيدًا لنقل الطلاب لاحقًا إلى مدرسة ابن سينا “ب”.
ورغم أهمية هذا القرار من منظور السلامة العامة، إلا أنه يثير تساؤلات ملحة حول كفاءة إدارة البلدية لملف البنية التحتية المدرسية، ويفضح ضعفًا واضحًا في التخطيط المسبق.
أين كانت الفحوصات الدورية قبل بدء العام الدراسي؟
من المفروض أن تجرى فحوصات للمباني المدرسيةفي العطلة الصيفية ، للتأكد من جاهزيتها لاستقبال الطلاب في بيئة آمنة. إلا أن اكتشاف التشققات بعد انطلاق الدراسة يوحي بإهمال أو تقصير في تنفيذ الفحوصات الدورية بشكل جاد. فهل يُعقل أن تنتظر البلدية ملاحظة عشوائية لاكتشاف خلل يمس سلامة مئات الطلاب؟
هناك تناقض بين التصريحات والواقع فقبل افتتاح العام الدراسي، في في تصريح سابق بتاريخ 31/8/24 لمسؤول ملف التعليم في البلدية، السيد مهند عبد القادر، بأن جميع المدارس، بما فيها مدرسة ابن سينا “أ”، جاهزة بالكامل لاستقبال الطلاب. لكن الواقع كشف عكس ذلك تمامًا، مما يعكس غيابًا للتخطيط الدقيق، وضعفًا في آليات الرقابة والمتابعة.
ومن هنا تبدا حلول ارتجالية في اللحظات الأخيرة وهي الانتقال للتعليم عن بُعد، رغم كونه حلًا تقنيًا طارئًا، ليس بديلًا فعالًا للتعليم الوجاهي، خاصةً لطلاب المرحلة الابتدائية الذين يعتمدون بشكل أساسي على التفاعل المباشر في عملية التعلم. هذا القرار العاجل يكشف غياب خطة طوارئ استباقية للتعامل مع أزمات مماثلة.
لا تقتصر تداعيات إغلاق المدرسة على البعد التعليمي فقط، بل تمتد إلى التأثير على الحالة النفسية للطلاب. فالانتقال المفاجئ إلى التعلم عن بُعد، وفقدان بيئتهم المدرسية المعتادة، يخلق شعورًا بالقلق والارتباك، ويهدد استقرارهم العاطفي. المدرسة ليست مجرد مبنى، بل مساحة للأمان والتواصل والتعلم. وعندما يُنتزع هذا الأمان فجأة، فإن ذلك يُضعف شعور الطلاب بالاستقرار لم تؤخذ بالحسبان على ما يبدو ختمت البلدية بيانها بعبارة: “نطمئن الجميع أن الطواقم المهنية تعمل على مدار الساعة”. إلا أن ما يحتاجه الأهالي والطلاب ليس كلمات تطمينية عامة، بل خطة عمل مفصلة تتضمن جدولًا زمنيًا واضحًا لإنهاء أعمال الصيانة، وضمان سلامة المبنى، وشرح آليات نقل الطلاب بآمان ومنهجية منظمة
إن ما حدث في مدرسة ابن سينا “أ” هو جرس إنذار يفرض مراجعة جذرية لآليات العمل الإداري والفني المتعلقة بسلامة المنشآت التعليمية. ومن هنا، فإن المسؤولية تتطلب:
1.نشر نتائج الفحوصات بشفافية: إصدار تقرير رسمي يوضح الأسباب الحقيقية لظهور التشققات وحجم الخطر الذي شكّله المبنى.
2.إعداد خطة طوارئ واضحة: وضع آلية رقابية فعالة لفحص جميع مدارس المدينة بانتظام، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
3.محاسبة المقصرين: تحديد المسؤولين عن هذا الإهمال، سواء كانوا من المهندسين أو الإداريين، واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.
4.معالجة الآثار النفسية والتعليمية: توفير برامج دعم نفسي للطلاب لمساعدتهم على تجاوز التغييرات المفاجئة، وتعويض الفجوة التعليمية الناتجة عن التعليم عن بُعد.
سلامة طلابنا ليست ترفًا، بل مسؤولية جوهرية تتطلب رؤية استباقية وعملاً جادًا. ما حدث اليوم في مدرسة ابن سينا “أ” قد يحدث غدًا في مدرسة أخرى، إذا لم تنتقل البلدية من سياسة رد الفعل إلى التخطيط الوقائي الذي يضع أمن الطلاب فوق كل اعتبار.
- جبهة الطيبة الديموقراطية
14/02/2025 12:47 pm 95