كنوز نت - المتحدّث باسم كلاليت للإعلام العربي  - إيهاب حلبي.

في المركز الطبي “هعيمك” إنقاذ حياة امرأة من اكسال وطفلتها بفضل الجهود

دراما في غرفة الولادة في المركز الطبي “هعيمك”: انهيار امرأة حامل تبلغ من العمر 33 عامًا بسبب انصمام السائل الأمنيوسي – إنقاذ حياتها وحياة طفلتها بفضل الجهود الجبارة للطواقم الطبية

بعد ثلاثة أيام من الصراع لإنقاذ حياتها، انتهت المعركة بانتصار طبي مؤثر. مريم، البالغة من العمر 33 عامًا، من بلدة إكسال، وأم لطفلين، دخلت المركز الطبي “هعيمك” لتضع مولودها الثالث في موعد الولادة المتوقع. غير أن ما بدا وكأنه ولادة طبيعية، تحول بسرعة إلى معركة طبية طارئة لإنقاذ حياتها، بعدما أصيبت بانصمام السائل الأمنيوسي – وهي مضاعفة نادرة وخطيرة ذات معدل وفيات مرتفع للغاية.

اللحظة التي تغير فيها كل شيء

يقول زوجها، محمود: “قبل دقائق قليلة من لحظة الدفع المنتظرة، حين يُفترض أن تأتي حياة جديدة إلى العالم، بدأت مريم تشعر بتوعك، فأبلغت الطبيبة بذلك”. ويضيف: “على الفور، استدعت القابلة الطبيبة، والتي بدورها طلبت المساعدة من فريق طبي إضافي”.

وتوضح الدكتورة سوزان عبد الغني، طبيبة بارزة في قسم النساء والتوليد في المركز الطبي “هعيمك”: “تم استدعاؤنا إلى غرفة الولادة، وخلال دقائق معدودة انهارت المريضة أمام أعيننا. توقفت عن التنفس، واختفى نبضها، وتعطلت تمامًا وظيفة تخثر الدم في جسمها. أدركنا فورًا أننا أمام حالة انصمام السائل الأمنيوسي – وهي حالة نادرة يدخل فيها السائل الأمنيوسي إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى استجابة قاتلة في الجسم”.

العمل المتزامن – إنعاش الأم وإنقاذ الطفلة فورًا

تروي الدكتورة هدي بن يميني رايشر، المتخصصة في قسم النساء والتوليد: “كانت لحظات حرجة، ولم يكن هناك متسع من الوقت للتردد. بدأنا فورًا في عمليات الإنعاش، وفي الوقت نفسه، قمنا بإخراج الطفلة باستخدام الشفط”. وتضيف: “إخراج طفلة إلى العالم بينما نخوض معركة لإنقاذ حياة والدتها هو أمر في غاية الحساسية، حيث يكون كل فرد في الطاقم الطبي موجهًا نحو هدف واحد: إنقاذ الأم والطفلة”.

وتتابع الدكتورتان سوزان وهدي: “بعدما أخرجنا الطفلة، نُقلت إلى رعاية طبيبة الأطفال التي استدعيت على وجه السرعة، ولحسن الحظ، تعافت سريعًا ولم تكن بحاجة إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، غير أن حالة والدتها مريم بقيت حرجة”.

معركة طويلة وشاقة لإنقاذ حياتها


يقول الدكتور ناتانئيل ليفي، أخصائي التخدير البارز والمختص في التخدير التوليدي، والذي تم استدعاؤه إلى غرفة الولادة لقيادة عملية الإنعاش: “وصلت مسرعًا، ورأيت المرأة الحامل فاقدة للوعي، ودون نبض، فبدأت فورًا عمليات الإنعاش والتنفس الاصطناعي. بعد دقائق قليلة، انضم إليّ الدكتور أوري سوفونيتسكي والدكتور وسام خلايلة، وهما متخصصان في قسم التخدير. كان واضحًا للجميع أننا نخوض معركة حقيقية لإنقاذ حياتها”.

ويضيف: “بعد 15 دقيقة، استطعنا استعادة نبضها، لكن الطريق إلى استقرار حالتها كان لا يزال طويلًا. وبينما كنا منشغلين في جهود الإنعاش والتنفس الاصطناعي، كانت الطبيبات يعملن على توليدها وإنقاذ حياة الطفلة. كانت لحظات يتجاوز واقعها الخيال”.

تحدٍ طبي معقد وإرادة لا تلين

خلال الساعات والأيام التالية، وُضعت مريم تحت التنفس الاصطناعي لفترة طويلة، وأُجريت لها إجراءات طبية منقذة للحياة في وحدة العناية المركزة. يوضح الدكتور آري رايس، مدير قسم النساء والتوليد في المركز الطبي “هعيمك”: “هذه واحدة من أخطر المضاعفات التوليدية على الإطلاق. الإحصاءات الطبية ليست في صالح المريضات في مثل هذه الحالات، ولكن في هذه الحالة، كان التشخيص السريع، والتعاون الاستثنائي بين الطواقم الطبية، والجهود الجبارة لجميع المشاركين عوامل حاسمة في إنقاذ حياتها. أشعر بالفخر لوجود طاقم طبي بهذه الاحترافية والكفاءة”.

وتضيف الدكتورة سوزان: “عندما أستعيد شريط تلك اللحظات الدراماتيكية في غرفة الولادة تلك الليلة، أشعر بالفخر العميق بأفراد طاقمنا الطبي. فقد أظهر طاقم التخدير، وفرق العناية المركزة، والقابلات ليات فاردي، حتام مصالحة، ورؤوت باروخ، تضافرًا وتعاونًا منقطع النظير، حيث بذلن جهدًا هائلًا في الإنعاش والاعتناء بالطفلة. لقد كان العمل الجماعي والاحترافية هما مفتاح النجاح الذي جعلنا اليوم نرى الأم وطفلتها تنعمان بالحياة”.

“أفراد الطاقم الذين أنقذوا زوجتي وابنتي هم المعجزة التي حدثت لنا”

بعد نحو أسبوع من الحادثة، بدأت مريم تتعافى، ونُقلت إلى قسم الولادة برفقة طفلتها. وقال زوجها في يوم خروجها من المستشفى: “أفراد الطاقم الطبي الذين أشرفوا على علاجها هم المعجزة التي حدثت لنا. هذا بفضلهم. نحن ممتنون لكل من شارك في إنقاذها – الأطباء، القابلات، الممرضات، فرق غرفة العمليات، العناية المركزة، والتخدير. لقد بذلتم كل ما في وسعكم لإنقاذ حياتها، ولن ننسى هذا أبدًا”.

المركز الطبي “هعيمك” يفتخر بطواقمه التي أثبتت مرة أخرى تفانيها واحترافيتها التي لا تعرف حدودًا – ليحققوا نهاية سعيدة لهذا الحدث الطبي المعقد، الدرامي، والمؤثر.


الصورة: مريم مع الطاقم الطبي يوم خروجها من المستشفى.
 تصوير: قسم الإعلام في المركز الطبي “هعيمك”.