كنوز نت - بقلم : سري القدوة
آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى شمال قطاع غزة
بقلم : سري القدوة
الأربعاء 29 كانون الثاني / يناير 2025.
بدأ آلاف النازحين العودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي وسط قطاع غزة، بعد أن هجرهم جيش الاحتلال قسرا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية، وسمح للنازحين بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع، بعد إخضاعها للتفتيش، وذلك من خلال شارع صلاح الدين، وكان الآلاف أمضوا الليلتين الماضيتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، رغم البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب .
ويقطع غالبية النازحين طريق العودة عبر شارع الرشيد مسافة 7 كيلومترات على الأقل، سيرا على الأقدام، ويمتد شارع الرشيد من شمال القطاع إلى جنوبه، وشهد خلال حرب الإبادة على مدار 470 يوما، عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا في طريقهم للنزوح من الشمال إلى الجنوب .
وبين السابع من أكتوبر 2023 والتاسع عشر من يناير 2025، شنت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود، وتسبب عدوان الاحتلال في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان، ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين حاليا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين .
ومشهد العودة إلى الوطن المهدم يؤكد للجميع ومن جديد أن الشعب الفلسطيني يرفض كل مخططات التهجير برغم ما لحق بهم من إبادة جماعية وبرغم أن بيوتهم قد دمرت، وبرغم أنهم عائدون إلى المجهول، إلا أن عودتهم تؤكد رفضهم لمشاريع التصفية والتبعية والاحتواء ويؤكدون رفضهم القاطع لمحاولات تهجيرهم من أرضهم والتي أجمع العالم على أحقيتهم في إقامة دولتهم عليها .
أي محاولات لتهجير المدنيين الفلسطينيين تشكل خرقا واضحا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر في المادة الـ(49) النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة، كما تمثل هذه الممارسات انتهاكا للمادة (7) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تعتبر التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية .
أن أية مواقف يجب أن تعزز مساعي العالم لإنهاء الصراع وتؤكد أن فلسطين للفلسطينيين الذين لن يرحلوا عنها، ولن يتنازلوا عن أرضهم وركام منازلهم التي ينتظرون بشوق وتلهف كبيرين في مناطق التماس في غزة للعودة إليها رغم معرفتهم بحجم الكارثة التي تنتظرهم، وذلك لإصرارهم على دفن أبنائهم وأقاربهم الموجودين تحت الركام، وإعادة إعمار تلك المنازل، واستعادة حياتهم الطبيعية وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم .
وبات من المهم أن يواصل الرئيس الأميركي ترامب وأهمية العمل لتثبيت واستدامة وقف إطلاق النار واستدامة التهدئة وعدم الاستماع الى تصريحات اليمين الإسرائيلي المتطرف وعليه التحرك بشكل جدي من اجل توفير المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتمكين السلطة الفلسطينية من تولي مهامها في قطاع غزة، والذهاب إلى صنع السلام الدائم والعادل وفق قرارات الشرعية الدولية، وأن تنفيذ حل الدولتين بإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية سيوسع نطاق السلام لجميع دول الجوار والعالم .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
29/01/2025 08:00 am 51