كنوز نت - العربي الجديد
مقتل الصحافية شذى الصباغ في مخيم جنين وعائلتها تتهم السلطة الفلسطينية
قُتلت الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ مساء السبت جراء إصابتها بالرصاص في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، حيث تواصل قوات السلطة الفلسطينية حملة أمنية وحصار على المخيم منذ أكثر من 20 يوماً. واتهمت عائلة الصحافية عناصر من السلطة الفلسطينية بقتل ابنتها شذى، في حين نفى الناطق باسم الأمن مسؤولية أفراد الأمن، واتهم "كتيبة جنين" بالوقوف وراء الحادثة.
وقال صهيب المرعي، زوج أخت الصباغ، لـ"العربي الجديد" إن قناصا من عناصر أمن السلطة قام بقتل شقيقة زوجته شذى الصباغ بعد أن خرجت من بيته بصحبة أطفاله وأمها وأخته، مشيراً إلى أن القوة الأمنية كانت تتمركز في منزل يزيد جعايصة الذي حوّلته السلطة إلى نقطة عسكرية بعد قتلها صاحبه وهو أحد قيادات كتيبة جنين.
وأضاف المرعي "تقيم شذى وأمها في بيتي لأن بيتهم تعرض لإطلاق نار شديد خلال الاشتباكات ولا يستطيعوا العيش فيه". وتابع "بيتي مقابل بيت عائلة يزيد جعايصة ويبعد عنه 20 مترا هوائياً. خرجت شذى من منزلي وهي تحمل طفلين، الأول عمره عام ونصف والثاني عامين، ومعها أمها والدة الشهيد معتصم الصباغ، وورائها أختي، وجميعهن يلبسن ملابس الصلاة، والعسكري يشاهدهن من شباك منزل جعايصة".
ومضى قائلا: "هناك إنارة في الشوارع، والحارة كلها واضحة والعسكري أمامهن مباشرة، خرجن من بيتي، وتوجهن إلى البقالة. ثم فتح العسكري النار عليهن من شباك الطابق الأول في منزل جعايصة بشكل مقصود ودون أي سبب".
وأكمل قائلاً: "صرخت أختي للعسكري أن يوقف إطلاق النار، لكنه استمر بفتح النار وهو أمامهن بشكل مباشر وجها لوجه، ولم يسمحوا لنا بسحب شذى عن الأرض رغم أن إصابتها كانت واضحة في الرأس، حتى بعد أن بدأ الجيران بالصراخ على العسكري ليوقف إطلاق النار". وأشار إلى أن أطفاله أصيبوا "بأذى وهلع".
وحول ما إذا كانت المنطقة تشهد اشتباكات بين كتيبة جنين وعناصر السلطة، قال المرعي: "الحارة هذه لا يوجد فيها أي اشتباكات ولا يوجد أي شباب في الحارة لأن المنطقة كلها تخضع لسيطرة السلطة".
وتعمل شذى الصباغ (22 عاما) مراسلة حرة ونشرت اليوم على حسابها الشخصي على إنستغرام مقابلة مع مواطن في مخيم جنين جرى حرق منزله.
بدوره، أصدر الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب بعد نحو 40 دقيقة على مقتل الصباغ بيانا جاء فيه "وفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن متواجدة في المكان". وأضاف "تدين قوى الأمن الفلسطيني بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها خارجون عن القانون مساء اليوم السبت في شارع مهيوب داخل مخيم جنين، والتي أسفرت عن مقتل الصحافية شذى صباغ بعد إصابتها برصاصة في رأسها، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بأحد المنازل الذي تم حرقه وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي". ودعا البيان "جميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن أي معلومات قد تُساهم في كشف ملابسات الحادث وضبط المتورطين".
والصباغ هي القتيلة المدنية الخامسة في مخيم جنين منذ أن بدأت الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية، إضاف إلى قتيل من قادة كتيبة جنين، وخمسة من عناصر أمن السلطة.
عائلة شذى الصباغ تطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسببين بقتلها
من جانبها، قالت عائلة الصباغ في بيان لها إن ابنتها "قتلت برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة في جريمة مكتملة الأركان"، مطالبة بالتحقيق بما جرى ومحاسبة المتسببين. وحملت عائلة الصحافية "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة"، مؤكدا أن "هذا التصعيد الخطير يعكس تحول هذه الأجهزة إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال".
وبحسب العائلة، فإن "الشهيدة شذى كانت برفقة والدتها، والدة الشهيد معتصم الصباغ، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مضاء بالكامل وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني، وعلى الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية".
وقالت العائلة: "إن هذه الجريمة النكراء هي دليلٌ صارخ على الانحراف الخطير لأجهزة السلطة الأمنية، التي باتت توجه سلاحها نحو صدور أبناء شعبها بدلاً من مواجهة الاحتلال الغاشم. ونحن، عائلة الشهيدة الصحفية شذى الصباغ، نحمل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الشنيعة".
ودعت العائلة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى "التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ، كما طالبت بالعمل الجاد لحماية الشعب الفلسطيني من تغوّل هذه الأجهزة التي باتت تشكل خطراً على أبناء الوطن"، بحسب البيان.
وتابعت، "إن دماء شذى الطاهرة لن تضيع هدراً، وستظل شاهداً على مظلومية شعبنا الفلسطيني وعلى الانتهاكات المستمرة التي تستهدف حريته وكرامته. وندعو جميع أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف ومواجهة كل من يسعى لإضعاف قضيتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية".
29/12/2024 07:43 am 304