كنوز نت - حسن عبادي 

متنفَّس عبرَ القضبان (123)

  • حسن عبادي| حيفا


بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ وقمت مذّاك بمئات الزيارات، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
أصدرت كتاباً بعنوان “يوميّات الزيارة والمزور– متنفّس عبر القضبان” تناول زياراتي لأحرارنا حتى السابع من أكتوبر 2023، وتم إشهاره يوم 18.10.2024 في معرض عمان الدولي للكتاب (دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافيّة للنشر والتوزيع).
عقّبت الكاتبة المقدسيّة نزهة الرملاوي:”باقات من التقدير والاحترام لك أستاذ حسن، المبادر الذي لم يعرف الكلل ولا الملل من إسماع أصوات الأسرى للعالم، والكتابة عنهم مبادرة وفاء وانتماء لأولئك المحرومين من أبسط أمور الحياة.”
وعقّبت جميلة من مخيم بلاطة: “الفرج القريب لأبو إيهاب وجميع الأسرى يا رب وكل الشكر والتقدير والاحترام للأستاذ حسن وكل حر ساهم في نشر أخبار أسرانا البواسل”.
وعقّب الأسير المحرّر رأفت البوريني: “الحرية القريبة للغالي أبو إيهاب ولأسرانا كافة وكل التحية والتقدير لك أستاذنا الحبيب حسن عبادي”.
وعقّب الصديق عاطف صافي النبالي: “استمر يا صديقي فمشروعك نبيل، بل من الأنبل، ويعادل نيراناً بلا حدود ضد مشروعهم ربنا يرعاك ويشد أزرك”.
وعقّب الصديق محمود عمارنة: “تحياتنا لك أخ حسن ولأسرتك الكريمة في الزمن الصعب تنجز ما يعجز عنه العالم أنت رمز للحقوق الإنسانية والوطنية المشروعة لكل مواطن في فلسطين والعالم الأمل مستمر ما دمنا نتنفس هواء وطن الحرية. الحرية لكل الأسيرات والأسرى”.

وعقّب الصديق الشاعر صلاح أبو لاوي: “دمت نصيرهم حتى الحرية أيها الحسن الأصيل”.

جهّزولي سِدِر مقلوبة والمعمولات”

بعد لقائي بهيثم جابر وعمر القواسمي ورياض مرشود في سجن النقب الصحراويّ، أطل الأسير محمد رزق عيسى مسالمة (مواليد 22.07.2000؛ معتقل منذ 07.02.2024، بيت عوا/ الخليل)، عرّفته بنفسي وأنّني رتّبت الزيارة بناءً على طلب والدته، ابتسم ابتسامة طفوليّة وبدأ مباشرةً (دون شور أو دستور) يملي عليّ رسالته لأهله “محمد منيح، بسلّم عليكم، أموره منيحة، بسلّم عَ الحجّة– والدته- وإن شالله بروّح عن قريب، وما بدّي غير رضاها، وبسلّم على خواته؛ 3 أخوات و4 إخوة- وسلّم على محمود وثائر وآثار وثائرة وثورة، محمد بستنّى بالفرج، حضّروا لو معمول بعجوة”.
أوصلت له رسالة والدته وسلاماتها؛ “طمني عنك قلبي متل النار عليكو ما بسمع شي عنك ولا عن أخوك، المهم تكونوا بخير، محمود هيو بشتغل بالغازات وانا مدبرة حالي تقلقش علي، من يوم ما انسجنت واحنا منحاول يفوت عليكو محامي واختك اثار عملت المستحيل تيصلك محامي والله يما منطارد مشان يزبط شي ع قد قدرتنا منعمل وأيوب نجح وهيو بدرس هندسه سيارات وميتال بتستنى فيك عشان تطلع معها ع تك توك وصلت 93 ألف ومو راضية تفتح لايف إلا معك وكل اولاد وبنات خواتك بسلمو عليك وأمير فاقدك كتير بضل حامل صورتك ويحكي بابا وينو؟”
أخبرني بحالته الصحيّة، صحّته بخير، شويّة سكابيوس حكاك، نازل بالوزن 20 كيلو، أموره كويّسة وما بدّو تتطوّر معه الأمور، الأكل شحيح، بدنا فرشات وحرامات، الجو بارد بالليل وفش عندنا حرامات بالمرّة، لحية طويلة بزيادة (ما كان مربّي لحية قبل الحبسة)، وفجأة قال ببراءة عفويّة “شغّلوا شريحة التليفون لا تسكّرها جوّال”.
حدّثني عن زملاء الزنزانة؛ رأفت عوض أبو هارون، سيف ذياب العليمي، بشار دقدق مسالمة، مصطفى عوض (رامين)، مهند زعاطيط (بيت أُمّر)، هشام عابدين (العيزرية)، صالح عدوان (قباطية)، عز أيمن سباعنة (قباطية).
سرح قليلاً وقال: محمد ببوّس ميتال وهزار وأمير ومتالي وآثار وليلاس، وطلب أوصّل ميتال: “إن شالله بطلع قريب وبزبّط لك التيكتوك، مشتاق لك كثير وبحبك كثير”.
أطلّ على يده وشم يحكي الحكاية (One life One chance).
حين افترقنا طلب إيصال رسالة لوالدته “بحِبّك أبو تالا، مشتاق للمقلوبة من تحت إيديك، وان شالله أول ما بروّح بتكوني مجهّزة سِدِر مقلوبة والمعمولات”.
لك عزيزي محمد أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك الأحرار على أمل لقاء قريب في فضاء الحريّة في بلد حر.