كنوز نت - وزارة لتربية

طلاب عرب يغزون الفضاء: جيل جديد من الرواد يصنع المستقبل

إطلاق أقمار صناعية بناها طلاب من مدارس المجتمع العربي والدرزي في إسرائيل إلى الفضاء

في إنجاز غير مسبوق، أُطلقت تسعة أقمار صناعية صغيرة، من بينها أقمار بناها طلاب من يركا، عين ماهل، كفر قرع، والطيبة، ضمن مشروع “تيفل”.

  المفتّشان شفيع الجمال وأكرم ابراهيم مفتّشا العلوم والتكنولوجيا في وزارة التربيه والتعليم أكّدا انّ هذا البرنامج التعليمي يهدف إلى مشاركة طلاب المدارس الثانوية في بناء وتشغيل أقمار صناعية حقيقية. المشروع، الذي استمر ثلاث سنوات، أتاح للطلاب فرصة عملية لاكتساب مهارات في برمجة الأقمار الصناعية، وتجميع مكوناتها، وتنفيذ تجارب علمية متعلقة بالإشعاع الفضائي.
تم إطلاق الأقمار على متن صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة سبيس إكس من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا، حيث وُضعت بنجاح في مدارها على ارتفاع 500 كيلومتر. من المتوقع أن تعمل الأقمار لمدة ثلاث سنوات، يتم خلالها جمع بيانات علمية مهمة، قبل أن تحترق عند دخولها مجددًا إلى الغلاف الجوي.
يقوم الطلاب المشاركون بتشغيل الأقمار الصناعية والتحكم بها من محطات أرضية يديرونها بأنفسهم، منها محطة في جامعة تل أبيب، ومحطات في هرتسليا، شاعر هنيغيف، يروحام، ومدرسة أولبناه في جفعات شموئيل. خلال هذه العمليات، يكتسب الطلاب مهارات متقدمة في تحليل البيانات، تشغيل الأجهزة الفضائية، ومعالجة الأعطال في بيئة حقيقية، وهي تجربة نادرة توفر لهم قاعدة قوية للالتحاق بمجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا في المستقبل.
يعد هذا الإطلاق خطوة مهمة في إدماج الطلاب العرب في الصناعات الفضائية والتكنولوجية، حيث أتيحت لهم فرصة فريدة للعمل على مشروع علمي متقدم يضاهي المشاريع الجامعية والمهنية. في هذا السياق، تعتبر هذه الاقمار أول أقمار صناعيه عربيه، وهو إنجاز تاريخي يعزز حضور المجتمع العربي في مجال البحث والابتكار.
وأكد احد المعلمين المرافقين للمشروع
“كنا في البداية مترددين في الانضمام بسبب تعقيد المشروع، لكننا قررنا خوض التحدي، واليوم كل المجتمع العربي، سواء في إسرائيل أو في الخارج، فخور بهذا الإنجاز. نأمل أن يشجع هذا المشروع المزيد من الطلاب العرب على دخول مجالات العلوم والهندسة.”
إلى جانب المهارات التقنية، عزز المشروع لدى الطلاب مهارات العمل الجماعي، إدارة المشاريع، والابتكار، مما يجعله تجربة تحاكي بيئة العمل في شركات التكنولوجيا والفضاء.
أحد المشاركين من الطيبة، والذي عمل على برمجة القمر الصناعي، قال:
“كانت تجربة مذهلة، لم أكن أتخيل أنني سأكون قادرًا على العمل على مشروع فضائي حقيقي وأنا لا أزال في المدرسة الثانوية. هذا المشروع فتح أمامي أبوابًا جديدة، وألهمني لمتابعة دراستي في مجال الهندسة الفضائية.”

رغم النجاحات الكبيرة، يواجه المشروع تحديات تمويلية، حيث يعتمد بالكامل على وكالة الفضاء الإسرائيلية بوزارة الابتكار والعلوم. تبلغ تكلفته الإجمالية 10.5 مليون شيكل، منها 4 ملايين شيكل مخصصة للإطلاق والمكونات التكنولوجية، بينما يُنفق الباقي على التدريب والمعدات والمحطات الأرضية.
أكد أوري أورون، مدير وكالة الفضاء الإسرائيلية، على أهمية المشروع، قائلاً:
“هذا المشروع يجمع بين التميز العلمي، والتعليم التكنولوجي، والتواصل بين مختلف فئات المجتمع. إنه يثبت أن طلاب المدارس الثانوية يمكنهم تحقيق إنجازات علمية عالمية.”
يسعى القائمون على مشروع “تيفل” إلى توسيعه ليشمل مزيدًا من المدارس العربية، وتعزيز التعاون مع جامعات ومراكز أبحاث دولية. كما يخططون لإضافة تجارب علمية جديدة تعتمد على البيانات التي ستجمعها الأقمار الصناعية، بما في ذلك دراسة الإشعاع الفضائي، تأثيرات الفضاء على الأنظمة الإلكترونية، ورصد التغيرات المناخية.
في ظل هذه الطموحات، يأمل المشاركون في استمرار المشروع لتمكين أجيال جديدة من الطلاب العرب من الوصول إلى الفضاء، وتطوير مهاراتهم العلمية، والانخراط في الصناعات التكنولوجية المتقدمة.