
كنوز نت - د. محمد عقل
حي عربي في مدينة الخضيرة
- د. محمد عقل
مدينة الخضيرة هي المركز التجاري والاقتصادي لسكان المثلث الشمالي: باقة الغربية، جت، كفر قرع، عاره وعرعره. يبلغ عدد سكانها 107،200 نسمة منهم 0،8% من العرب. هؤلاء العرب كانوا في الخضيرة قبل عام 1948 وجاءوها من قاقون، وميسر وعين السهلي وخربة الشركس وغيرها من القرى المجاورة.
في عام 1992 كانت تعيش في الخضيرة 25 عائلة، أكبرها عائلة الشوملي التي تعود أصولها إلى قرية قاقون. في تلك السنة قُدّر عدد العرب في المدينة بنحو 180 نسمة.
قبل النكبة كانت تحيط بالخضيرة قبائل عربية وهي عرب النفيعات في الغرب، وعرب المفجر في الشمال الغربي، وعرب الفقرا وعرب الحلو في الشمال وعرب الضمايرة في الشرق. هذه القبائل كانت مستقرة تقطن في بركيات ودور وتعمل في الزراعة وتربية المواشي. وقد دار بينها وبين سكان مستعمرة حديرا صراع على الأرض ضجت به أروقة المحاكم في عهد الانتداب. في حرب 1948 لم يبق من هذه القبائل أحد سوى عرب المفجر الذين هُجّروا عام 1978.
من الجدير بالذكر أن عرب النفعيات هم الذين أسموا المستنقعات ذات اللون الأخضر بالخضيرة ومنه اشتق اليهود القادمون اسم المستعمرة فسموه حديرا بمعنى الخضيرة.
كان لعرب الحلو مقام ما يزال قائمًا حتى اليوم، ومسجد، وكان العرب في الخضيرة يذهبون إلى هذا المسجد ليصلوا فيه ولكن بعد قيام دولة إسرائيل منعوا من فعل ذلك.
في عام 1992 أوقفت والدة السيد علي الشوملي بيتها ليصبح مصلى لعرب الخضيرة، وقد سمي المصلى مسجد بلال بن رباح. وقد سارت الأمور على ما يرام حتى سنة 2008 حيث قررت بلدية الخضيرة إغلاق المسجد بحجة أن سيارات المصلين يوم الجمعة تعيق حركة السير وأن صوت المؤذن يزعج السكان. وقد تدخل أعضاء كنيست عرب في الموضوع وتوصلوا مع رئيس البلدية افتان على إلغاء الإجراءات القانونية التي قامت بها الشرطة، مقابل تعهد علي الشوملي بتنظيم حركة السير وخفض صوت الأذان.
لم يحظ سكان الخضيرة العرب بمدرسة لتعليم أبنائهم، فهم يرسلونهم إلى باقة الغربية وما جاورها. كما أنهم لم يحظوا بمقبرة فهم يدفنون موتاهم في باقة الغربية والقرى المجاورة. وقد زاد عددهم دونما إيجاد حلول ملائمة لمشاكلهم.

04/03/2025 06:37 pm 376