كنوز نت - إعداد : د.جمال حرفوش


قراءة في كتاب هوية تراثية منقوشة في عصر العولمة: الأزياء والمطرزات الشعبية
  • إعداد : د.جمال حرفوش
          
كنوز نت - صدر كتاب كتاب هوية تراثية منقوشة في عصر العولمة: الأزياء والمطرزات الشعبية عن مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في سعير –الخليل –فلسطين ، والكتاب من إعداد الدكتور إدريس جرادات والدكتورة سليمه مليزي والدكتورة عهد أحمد جرادات والدكتورة نجلاء الخضراء والسيدة بيان الدراويش ، ويقع الكتاب في 445 صفحة من القطع المتوسط ويحمل رقم معياري دولي

وجهة النظر:

الكتاب "الأزياء النظرية" هو عمل توثيقي يركز على الأزياء الشعبية الفلسطينية ويبرز أهميتها الثقافية والاجتماعية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. يستعرض الكتاب بأسلوب منهجي تطور الأزياء الفلسطينية عبر التاريخ، مع تحليل عميق للرموز والزخارف المستخدمة فيها. كما يسلط الضوء على القضايا المعاصرة مثل سرقة التراث وتزويره من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما يضع الأزياء في سياق المقاومة الثقافية.
الرأي الشخصي للدكتور جمال حرفوش:

الإيجابيات:

توثيق الهوية الثقافية: الكتاب يعكس اهتمامًا جادًا بحماية التراث الفلسطيني، خاصة في ظل محاولات طمسه وسرقته. هذا التوثيق ضروري ليس فقط من منظور أكاديمي، بل أيضًا من منظور وطني.
التنظيم والتحليل: الأسلوب التحليلي الذي يتبعه المؤلف يقدم للقراء فهمًا عميقًا للارتباط بين الأزياء والثقافة الشعبية، مما يعزز قيمة هذه الدراسة كمرجع علمي.
الجوانب المقارنة: تخصيص مساحة لدراسة الأزياء في الدول العربية الأخرى مثل الجزائر وتونس يعطي الكتاب بعدًا مقارنًا، يثري المحتوى ويضع الأزياء الفلسطينية في سياق أوسع.

الانتقادات:

التركيز على الماضي: الكتاب يركز بشكل كبير على الجانب التاريخي وإعطاء مساحة غير كافية للحديث عن كيفية تطويع الأزياء الشعبية لمواجهة التغيرات الثقافية والحداثة.
غياب الأجيال الشابة: لم يناقش الكتاب بشكل كافٍ كيفية إيصال أهمية الأزياء التراثية للأجيال الشابة أو كيفية إشراكهم في حفظ هذا التراث.

المصادر البصرية: رغم أهمية الموضوع، يبدو أن الكتاب بحاجة إلى المزيد من الصور والرسوم التوضيحية، خاصة للزخارف والتطريزات، لإغناء المحتوى البصري وتعزيز فهم القارئ.
أهمية التوثيق الثقافي: الكتاب يمثل جهدًا كبيرًا في سياق الحفاظ على التراث الفلسطيني، وهو أمر بالغ الأهمية نظرًا لأن التراث المادي، بما في ذلك الأزياء، يواجه خطر الاندثار أو التزييف. يبرز الكتاب كنداء لحماية الهوية الثقافية من خلال العمل الأكاديمي والتوثيق.

القيمة العملية للكتاب :

الكتاب يقدم إضافة قيمة للمكتبة الفلسطينية والعربية، خاصة للباحثين في مجالات التراث والثقافة. ومع ذلك، يجب أن يُنظر إليه كبداية لحوار أوسع حول كيفية نقل هذا التراث للأجيال القادمة وكيفية جعله عنصرًا حيًا في الثقافة اليومية وليس مجرد أرشيف تاريخي. يمكن تعزيز دوره من خلال مبادرات تعليمية وعروض أزياء تقليدية في المحافل المحلية والدولية، وربما حتى مشاريع تعاون مع مصممين معاصرين.

التوصيات:

إدخال موضوع الأزياء الشعبية الفلسطينية ضمن المناهج الدراسية لتعريف الأجيال القادمة بقيمته.
تطوير إصدار رقمي أو تفاعلي للكتاب مع صور ووثائق تاريخية.
تعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية لتقديم الأزياء الشعبية كرمز حي للهوية الوطنية في المهرجانات والفعاليات الدولية.

الخلاصة:

الكتاب "الأزياء النظرية" يمثل جهدًا أكاديميًا مميزًا في توثيق التراث الفلسطيني، ويقدم محتوى ثريًا يعزز الهوية الوطنية. ومع ذلك، فإن نجاحه في تحقيق أثر مستدام يعتمد على قدرته على التفاعل مع الأجيال الشابة ومواجهة التحديات الثقافية الحديثة.