كنوز نت - الفنان سليم السعدي

" العنف الصهيوني في داخل الكيان وخارجه ، بنظره دينية " 

الرائ السائد ان الشعب اليهودي تعرض للعديد من الاضطهاد عبر تاريخ حافل في التناقضات الاجتماعية والسياسية والدينية ، فهناك فئتين متناحرتين منذا خروج بني اسرائيل من مصر ، قد جاء في التلمود والتوراة ان الله او الرب كما زعم عندهم انه امرهم بقتل الشعوب واستعبادها ، في عدة سياقات منها نصوص تتحدث عن الحروب والاوامر الالهية المتعلقة ببني اسرائيل وتلك السياقات المختلفة بعضها يتضمن قتل الشعوب . التي كانوا يحاربونها من ابرز هذخ النصوص : بسفر التثنية 20:16 و 1:17 يقول النص واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهاك نصيبا ، فلا تبق منها نسمة ، بل تحرمها تحريما ... لقد نصبوا انفسهم لقتال الشعوب لسرقة ارضهم والاستيلاء عليها وفرض سيطرتهم على الشعوب ، واضح من النص انهم هم من اختلقوا عكاء الله لهم الارض وذبح وقتل الناس ، اذ لا يستقيم هذا النص مع ما كانوا عليه في مصر زمن العبودية ، فحين خرجوا منها اعطوا لانفسهم الحق في دفع العدوان عليهم بذريعة ان الرب اعطاهم هذا الحق ، والذي يستخدم هذه العبارات او النصوص هو ضعيف الشخصية والعقلية والتي استطاع مروجها ان يقنعهم انه من الخالق ، في سفر يشوع 21:6 عندما وصلوا لغزو اريحا ، " قيل ان عليهم ان يقتلوا بحد السيف اهل اصحاب الارض ، " وحرموا كل مافي المدينة من رجل وامراة ، من طفل وشيخ ، حتى البقر والغنم والحمير ، بحد السيف ، اسالكم بالله هل يامر الرب الاله قتل الابرياء اصحاب الحق ، ويعطي المجرم القاتل حق شرعي بقتل الاطفال والنساء والشيوخ وحتى الحيوانات لم تسلم ، هذه النظرية البشعة انتقلت عبر السنين لاجيال سقطت في جحور مظلمة كانت السبب في تمزق شعب بني اسرائيل وتشريده وبعثرته في انحاء العالم لسبب ابتعادهم عن الحق والاستعلاء والتكبر . فهؤلاء ابغضهم الرب واذلهم وابعدهم عن رحمته ومن اجل ذلك القصاص الكبير ذهبوا الى احضان اعدائهم وابوهم ابليس ، والتي بداءت قبل ٢٠٠٠ عاما حين جائهم المسيح ليصحح مفاهيمهم واعادتهم الى حظيرت التقوى والايمان ، قال لهم . " جئت الى خراف بيت اسرائيل الضالة " 
والطامة الكبرى انهم عاندوه وحاولوا قتله وتسليمه للملك هورودوس لصلبه بتهمة التجديف ، اي الاشراك بالله تلك الطعنة الخبيثة ولدت احزاب سياسية دينية متطرفة ونشهد ذلك اليوم داخل حكومة نتنياهو الذي يمثل الصهيونية الدينية " وحزب شاس " التي يتبنى سياسات القمع والعنف ضد الفلسطينيين باستخدام تفسيرات دينية تلمودية وتوراتية . هناك بعض الوزراء والسياسيين من الاحزاب صرحوا علنا بمواقف عنصرية متطرفة . مثل وصف الفلسطينيين بالحيوانات او الدعوة الى قتلهم وتهجيرهم ، مما يعد تحريضا خطيرا على العنف ، ونتنياهو نفسه ، رغم انه ليس متدينا بشكل شخصي يستخدم هذه الخطابات ، عندما يحتاج الى دعم القوى الدينية المتطرفة في حكومته ، هناك شخصيات دينية وسياسية تبرر القتل والاعتداءت ضد الفلسطنيين عبر استشهاد لنصوص توراتية ، رغم ان هذه النصوص كانت متعلقة بظروف تاريخية قديمة وليست قانون ساريا في اليهودية الحديثة بشكل عام . في المقابل ، هناك يهود ، حتى من داخل اسرائيل ، يعارضون هذه السياسات ويرون انها تتعارض مع القيم الانسانية والدينية الحقيقية ، ولكن للاسف الصوت المتطرف هو الاكثر تاثيرا داخل الحكومة الحالية ، والسبب يعود على تخوفات مستقبلية لوجودهم ، ان غالبية الاسرائيليون يدعمون سياسات نتنياهو وحكومته ، خاصة بعد تصاعد الصراع في غزة ، بعد استطلاعات الاخيرة وجد ان غالبية 80% من الاسرائيليون يؤيدون استمرار الحرب ضد غزة ، وهناك نسبة كبيرة تدعم سياسة "الحسم الكامل " اي القضاء على المقاومة الفلسطينيية حتى ولو كان ذلك على حساب المدنيين . هذا التاييد مرتبط بعدة عوامل 
منها الدعاية الاعلامية المكثفة داخل اسرائيل ، التي تصور الحرب على غزة كحرب وجودية. مما يخلق حالة من الخوف الجماعي . 
المقام الثاني هو : التحريض الديني والسياسي الذي تتبناه الاحزاب الدينية المتطرفة مثل " حزب الصهيونية الدينية " " وشاس " حيث تستخدم نصوصا توراتية لتبرير العنف . 3. الشعور بالانتقام بعد هجمات المقاومة ، مما ادى الى تاييد واسع لسياسات القتل الجماعي والقصف العشوائي ، منهم فارسي " ايراني " او عراقي الاصل ، او اوكراني او روسي وحتى هندي وتركي وعربي كدول الخليج والتي سمعنا منها ابدات الفلسطينيين ، طامعين بطريق الحرير ، 
4.غياب المعارضة الفعالة داخل الكيان الصهيوني ، حيث ان الاصوات الرافضة للحرب قليلة جدا ويتم تهميشها او حتى تخويفها ، لكن من المهم الاشارة الى ان هذا التاييد لا يعني ان كل اليهود او حتى الاسرائليين يدعمون الابادة الجماعية ، هناك مجموعات حقوقية ونشطاء سلام داخل اسرائيل وخارجها يعارضون هذه السياسات ، لكنهم اقلية مقارنة بالاغلبية المتاثرة بالدعاية القومية والدينية المتطرفة . 
واذا سؤال هل هناك قوى خارجية تلعب دور في دعم هذا التطرف ، نقول نعم هناك قوى خارجية تلعب دورا كبيرا في دعم وتوجيه سياسات الحكومة الاسرائليية ، بما في ذلك الاحزاب المتطرفة ، هذه القوى تشمل : دول كالولايات المتحدة الامريكية وتعتبر هي الراعية الاكبر لاسرائيل سياسيا وعسكريا ، حيث تقدم مساعدات سنوية تقدر ب 3.8 مليار دولار معظمها في المجال العسكري ، 

اللوبي الصهيوني . مثل ايباك (AipAc).
الذي يمارس ضغوط هائلة لضمان استمرار الدعم الامريكي دون شروط مما يمنح اسرائيل غطاء لاي عملية عسكرية ، الادارات الامريكية ، بغض النظر عن الحزب الحاكم نادر ما يضغط على اسرائيل بشكل جدي لوقف الحرب كحرب غزة او على لبنان ، هناك جماعات انجليةصهيونية ،( في امريكا واوروبا ) . وتيارات اليمين المسيحي الانجيلي في الولايات المتحدة . تؤمن بان دعم اسرائيل ضرورة دينية لعودة المسيح وفق تفسيرهم للكتاب المقدس . هذه الجماعات تؤثر على السياسة الامريكية من خلال دعم الاحزاب اليمينية المتطرفة ، مما يجعل اي رئيس امريكي حذرا في انتقاد اسرائيل . 
اللوبيات الصهيونية العالمية ، توجد جماعات ضغط مؤيدة لاسرائيل في بريطانية القرارات السياسية لصالح اسرائيل . هذه اللوبيات تضغط لمنع اي قرارات دولية تدين الجرائم الاسرائيلية ، او تفرد عقوبات عليها .
هذا الدعم ناتجه الشركات والمجمع الصناعي العسكري ، والحديث يدور حول منفعة اقتصادية ومادية وعسكرية ، فالعديد من الشركات التي تنتج الاسلحة العالمية ، خصوصاةفي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا تستفيد من الحروب الاسرائيلية عبر بيع الاسلحة والتكنلوجيا العسكرية . مما يزيد من نفوذ هذه الشركات في دعم استمرار الصراعات . 
الميارديرات اليهودية الداعمين لاسرائيل . شخصيات مثل شيلوون ، اديلسون ( قبل وفاته ) . وبول سينجر وغيرهم يقدمون دعما ماليا للاحزاب اليمنية والمتطرفة في اسرائيل ، مما يعزز مواقفها المتشددة . 
النتيجة : 
كل هذه العوامل تجعل الحكومة الاسرائيلية ، وخاصة الاحزاب المتطرفة فيها . تعمل وفق اجندة مدعومة خارجيا ، حيث يتم استخدام الدين والتاريخ كغطاء لتبرير سياسات عنيفة في حين ان القراراتةالفعلية تخدم مصالح سياسة واقتصاد عالمية ، فجميع الدول التي في محور الاقتصاد العالمي يرد طمس الحقائق للحفاظ على بلده واقتصاده ولا يهمه القضية الانسانية او الاجتماعية للاخرين .