كنوز نت - عربي بوست

المرحلة الأولى في خطر

اتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وأعلنت تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل حتى إشعار آخر، ما أثار مخاوف من انهيار الصفقة التي جاءت بعد 15 شهراً من الحرب على قطاع غزة.
وأوضحت الحركة في بيانها أن قرار تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين هو رسالة تحذيرية للاحتلال، بهدف الضغط عليه لتنفيذ التزاماته دون انتقائية، وعدم تقديم البنود الأقل أهمية على حساب الضروريات الإنسانية.
وقال مصدر لـ"عربي بوست" إن الحركة، ورغم الانتهاكات في البروتوكول الإنساني خلال الأيام الأولى من الاتفاق، فضلت اتخاذ قرار تعليق تسليم الأسرى الإسرائيليين بعد سحب "ورقة نتساريم" من الاحتلال، الذي انسحب من الممر الأحد الماضي بموجب الاتفاق.
  • وعلى إثر قرار حركة حماس، اتخذ الاحتلال الإسرائيلي إجراءات:
رفع حالة الجهوزية في الجيش الإسرائيلي.
تعليق إجازات القوات في القيادة الجنوبية.
إعلان نتنياهو عقد مشاورات أمنية وسياسية.

فما هي الخروقات الإسرائيلية للاتفاق؟

قالت حماس في بيانها إنها تؤكد التزامها ببنود الاتفاق ما التزم الاحتلال بها، مشيرة إلى عدد من الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، والتي شملت:
تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
استهداف مركبات المواطنين وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف أنحاء القطاع.
إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث.
تأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المرافق الصحية.
وإلى جانب الخروقات اليومية المتعلقة بإطلاق النار على المواطنين في قطاع غزة، فإن بندين أساسيين ما زال الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكهما.

أولاً: البروتوكول الإنسانية

ورغم استمرار تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فإنها تفتقر إلى ما تم الاتفاق عليه بشأن القضايا الأساسية مثل الخيام والبيوت الجاهزة (الكرفانات) والمعدات الثقيلة في البروتوكول الإنساني.
وفي 4 فبراير/شباط، قالت حركة حماس في بيان إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل مراوغته في تنفيذ البروتوكول الإنساني، ويتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحاً.
كما أوضحت الحركة في بيانها أن ما تم تنفيذه في هذه الجوانب من البروتوكول الإنساني أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه، ما يعني عدم التزام واضح في الموضوع الإغاثي والإنساني.


وينص البروتوكول الإنساني على:

بدءاً من اليوم الأول، السماح بدخول كميات مكثفة ومناسبة من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600 شاحنة يومياً، 300 منها لشمال قطاع غزة).

إدخال 50 شاحنة وقود يومياً، بما في ذلك اللازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات اللازمة لإزالة الركام ضمن الـ600 شاحنة.
إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في جميع مناطق قطاع غزة.
البدء في إعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق) في جميع أنحاء قطاع غزة.
إدخال كميات متفق عليها من المعدات اللازمة للدفاع المدني لإزالة الركام والأنقاض.
تسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء النازحين داخلياً ممن فقدوا بيوتهم خلال الحرب.
إدخال ما لا يقل عن 60 ألف بيت مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة.
السماح بسفر 50 جريحاً ومريضاً يومياً.

وقالت مصادر في حركة حماس لـ"عربي بوست" إن الاحتلال لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني، إذ لم ينفذ إلا 10% منه، مشيرة إلى أن:

الاحتلال لم يسمح بإدخال الكرفانات والخيام التي تحتوي على نسبة معينة من الحديد.
الاحتلال يتدخل في اختيار المساعدات اللازمة لدخولها، ويركز على المساعدات غير العاجلة، تاركاً المواد الضرورية.
كما عطّل الاحتلال إخراج الجرحى والمرضى عبر معبر رفح خلال الأيام الماضية.
لم يسمح الاحتلال بإدخال السيولة النقدية اللازمة للبنوك.

  • ووفقاً لمكتب الإعلام الحكومي، فإن الاحتلال سمح بـ:
دخول 15 شاحنة وقود يومياً بدلاً من 50.
إدخال 20 ألف خيمة فقط من أصل 200 ألف.

ثانياً: مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق

بحسب مسودة اتفاق 6 مايو/أيار 2024، التي تم الاستناد إليها في تطبيق مراحل اتفاق وقف إطلاق النار:
تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى.
الاتفاق بشأن المرحلة الثانية قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.

تشمل المرحلة الثانية الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام (توقف العمليات العسكرية بشكل دائم) وسريانه قبل البدء بتبادل الأسرى بين الطرفين.
الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وبحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن الاحتلال الإسرائيلي أخل بما ورد في الاتفاق، ولم يرسل وفده للتفاوض إلى الدوحة في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى.
كما أشارت المصادر إلى أن الوفد الفني الذي أرسله الاحتلال الإسرائيلي إلى الدوحة قبل أيام، لم يتحدث عن المرحلة الثانية، بل عن إشكاليات المرحلة الأولى.

وأرجأ نتنياهو قراره بشأن مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان يُفترض أن تنطلق الأسبوع الماضي، لحين لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن قبل أيام.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو يرغب بتحقيق 3 مطالب في المرحلة الثانية:

طرد قيادة حركة حماس من غزة.
تفكيك كتائب القسام الجناح العسكري للحركة.
إطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين في القطاع.

الصحيفة ذاتها أشارت إلى أن المماطلة الإسرائيلية، إلى جانب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة وتصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش العدوانية، خلقت شعوراً في حركة حماس بأن إسرائيل تخطط لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة وإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، وبعد ذلك، ستبدأ بعملية واسعة في القطاع.
وأكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مسؤولية نتنياهو عن إعلان حماس تجميد عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، مشيراً إلى أن ذلك جاء رداً على تصريحاته المتعلقة بالمرحلة الثانية.