كنوز نت - ضياء محسن الاسدي


بيروت حبيبتي



  • ضياء محسن الاسدي
      (( عذرا لك سيدتي بيروت يا عروسة البحر أقف أمامك خجلا ووجلا معتصر القلب دامع العينين فقد دخلوا مخدعك على غفلة منك والناس نيام وقلوب العالم عليها أقفالها تسترق السمع والبصر لصوت آهاتك وأناتك الحزينة تبا لتلك الأيادي الغاشمة التي لعبت وعبثت بقدرك ومستقبلك وتطاولت براثنها القذرة وعمقت جراحك فعجبا وتعسا لكل الضمائر الميتة التي لم تنتفض لك شرفا لأنينك وأنفاسك المتعبة من رائحة البارود وأزيز الرصاص في باحات فردوسك الأخضر وجمال أشجار اللوز والأرز. أبت بيروت إلا أن تكون عروسة العرب المدللة وثغر البحر الباسم وقبلة العاشقين ومنارة للضالين في دياجي الليل ما زالت تحط عند أعتاب بابك القلوب الملهوفة للتمتع بسحر جمالك ورائحة القهوة الصباحية مع ألحان شحرورة الوادي فيروز وهي تًطرب الأسماع وتهز المشاعر ما زلت جميلة ورائعة في نفوس عاشقيك والحنين لشد الرحال إليك شغفا وحبا بك وكلمات الغزل لا تليق إلا لك وفيك حبيبتي بيروت .
أن الأمل على مرأى العين ومتناول اليد ونحن نراك تنفضين الرماد عن وجهك الصبوح لتزيلي بارود البنادق عن خديك الوردية وتطردي الغزاة الذين دنسوا حديقة العرب الغناء وترجعي ملاذا آمنا للسائحين وقبلة لربوعك الجميلة وضياء ثوبك الأبيض يفرش جبالك قممها وبواديها وأجراس الكنائس يُطرب صوتها النفوس العليلة وأنت تعانقين أمواج البحر وشواطئه الذي تتوسد رماله شمسك وهي تدلي بضفائرها الكستنائية على كتفيها كعروسة البحر على صخرة العاشقين ))