كنوز نت - بقلم : سري القدوة


البرد والإمطار تعصف في خيام النازحين بقطاع غزة

بقلم : سري القدوة
الخميس 2 كانون الثاني / يناير 2025.

ما ألت إليه الحياة الكارثية في قطاع غزة نتيجة مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,541 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 108,338 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم .

الوضع القائم في خيام النازحين أدى إلى نتيجة كارثية ومأساة إنسانية وظروف صعبة للغاية نتيجة صعوبة الوضع في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، وأن الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، والأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر حيث مازال أكثر من مليوني شخص محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية .

وغرقت مئات الخيام، في مخيمات النزوح في مناطق متفرقة من قطاع غزة، جراء الأمطار الغزيرة وأمضى النازحون خاصة في مناطق دير البلح ومواصي خان يونس جنوب القطاع، ليالي قاسية داخل خيامهم التي ابتلعتها مياه الأمطار وعصفت بها الرياح، ودفعت الظروف الإنسانية الكارثية نحو 2 مليون نازح منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية، بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم .


حجم التحديات التي تواجهها فلسطين هي الأكثر صعوبة وتأثيرا إضافة إلى ما يتم التعرض له من حرب وحصار مستمرين، حيث تأتي الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية لتكون أكثر ضراوة وقسوة فمن هدم كلي وجزئي لأكثر من ألف مسجد، إلى انتهاكات يومية للمسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف بما يهدد السيادة عليهما بشكل واضح، في ظل صمت دولي عما يجري داخلهما .

لقد أعادت إسرائيل احتلال قطاع غزة بأكمله، ودمرته بشكل كامل، حتى يصبح مكاناً غير صالح للحياة، بعد أن جرى تدمير معظم المساكن والمباني والمرافق الصحية والتعليمية والمنشآت الاقتصادية والطرق والكنائس والمساجد ومحطات المياه والكهرباء ومعالجة المياه العادمة وغيرها .

وبات من المهم أن يشرع المجتمع الدولي فوراً في فرض العقوبات علي الاحتلال وان ما تمارسه حكومة الاحتلال لم ولن يمر بدون حساب، ولن يسقط بالتقادم، فما ضاع حق وراءه مطالب، وعلى العالم ان لا يقف متفرجا أمام الحقائق المذهلة التي تجري في فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق النازحين، فيجب ان يعمل العالم اجمع على وقف هذه الممارسات، وأننا نوجه نداء الاستغاثة الأخير من اجل إيقاف هذه الجريمة، ويجب إيقافها ألان فورا وإيقاف قتل الأطفال والنساء وحرب الإبادة وإيقاف إرسال السلاح لإسرائيل، لا يمكن لهذا الجنون أن يستمر .

العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري للشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك في الضفة الغربية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل، وحملة استيطان شرسة وهمجية، وإرهاب من عصابات المستوطنين ترعاه وتدعمه حكومة الاحتلال المتطرفة القاتلة وجيشها المجرم الذي يهدم مئات المنازل إضافة إلى ما تتعرض له القدس عاصمتنا الأبدية، من حملات التهويد والعدوان على المدينة ومقدساتها ومعالمها لتغيير الوضع التاريخي والقانوني فيها .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية