كنوز نت - الطيبة -  الشاعر : حسين جبارة



عَشِقَ الفوارسُ قدَّها

-------------------------
أهوى الخليلَ مدينةً وهُويَّةً
شَمَختْ شموسَ شهادةٍ وريادةٍ
طالت نخيلَ شهامةٍ قَسَماتُها
طالتْ سماءَ كرامةٍ بإبائِها وصمودِها
كانتْ لأربعَ قريةً
كانتْ لكنعانَ المدى، أرضَ النّدى
بِشِعابِها طابَ الهوى، بفِنائِها طابَ المُقام
-------------------------
بربوعِها تشدو العنادلُ نغمةً
وجْدَ الكرومِ لتلّةٍ ولعزَّةٍ
وجْدَ الضمائرِ لانتِصابَةِ قامةٍ
نبضَ الإرادةِ في إدارةِ صولةٍ
وجدَ المُناضلِ للسّجالِ وللسّلالِ وللسّلام
----------------------------
قلبي تعلَّقَ بالخليلِ مُتَيَّمًا
أعلى النداءَ عبادةً
وحمَى المُقَدَّسَ بالرّحابِ روايةً ورمايةً
حملَ الشقائقَ باقةٌ والأقحوانَ هديَّةً
لأسيرةٍ وأميرةٍ
راحتْ تُعزّزُ بصمةً وأصالةً
بتُّ المُوَلَّهَ، في هواها أرتشي
وأصونُ عِرْضًا، في بلادي أنتشي
يا ظبيةً تسبي جوارحَ عابدٍ رامَ الغرام
--------------------------
تَبني الخليلُ حضارةً ومعالِمًا في موطني
وتُطوِّرُ الإبداعَ منهجَ عالِمٍ وثقافةٍ
إدريسُ يرعى بالسنابلِ مركَزًا مُتَميِّزًا
يَحْمي التّراثَ دراسةً ودرايةً

بالبحثِ والتنقيبِ يسنُدُ مَشْهَدًا
يُحيي الفنونَ بمهرجانِ مواهبٍ
تأتي الخليلُ دفيئةً
تُعلي، تُشيدُ الجامعاتِ لِرِفْعَةٍ ولذُروةٍ
تجني اقتصادًا مستقلًّا وارِفًا
في دَوْحِها تختالُ ريمُ مفاتنٍ
أَسَرتْ فؤاديَ أَكبرتْ فِيَّ الهُيام
------------------------------
أهوى الخليلَ وشادنًا ببطاحِها
لمّا أتتْ، تجلو الضّحى بذمارها
تفدي تُجَذّرُ مَحْتِدًا
طَوّقْتُها بحِزامِ حُبٍّ خافِقٍ
حبِّ الطبيعةِ والورى
حبِّ الطهارةِ والبراءةِ في الذّرى
حبِّ الثُريَّا والثّرى
قد طافَ يحتضِنُ الكِيانَ كما القوام
----------------------------------------
هذي المدينةُ كرمةٌ
زانتْ حِماها لوزةٌ
طابتْ شُجيرةَ مشمشٍ
برقوقَ عُهدةِ ماجَدٍ
هيَ خضرةٌ وفواكهٌ
زيتونةٌ تمتازُ في صدِّ الحسام
-----------------------------
وهيَ الرّشا عَشِقَ الفوارسُ قدَّها
رغمَ احتلالٍ غاشمٍ، فرضوا انتفاضةَ ثائرِ ومقاوِمٍ
يَحمونَ قامةَ يعرُبٍ
يُعلونَ هامةَ مَشرقٍ
يفدون خولةَ أُمَّةٍ
يفدونَ أُمَّةَ خولةٍ
يوفونَ عهدًا بالزمام ِبالالتزام
حسين جبارة شباط 25