كنوز نت - بقلم مصطفى معروفي


استسهال الشعر

  • بقلم مصطفى معروفي
ــــــــ
ما يلفت الانتباه لدى القارئ المهتم وربما حتى القارئ العابر هو كثرة الشعراء و هو الشي الذي في نظري يطرح سؤالا مشروعا وهو:هل كل من يكتب الشعر أو بالأحرى يدعي كتابة الشعر هو بالفعل شاعر؟
الواقع يقول لا،فمن خلال نصوص كثيرة يصنفها أصحابها في خانة الشعر لا نكاد نعثر على الشعر فيها إلا لماما.و هو ما يفند الزعم القائل بأن الشعر هو أقرب ما يكون إلى نفس الإنسان و لذا يسهل تناوله بالكتابة.
 وأمام هذه الكثرة الكاثرة من الشعراء والشاعرات نرى العارفين بالشعر والمخبّرين دروبه ينبهوننا إلى خطورة الأمر قائلين:
ليس كل ما يلمع ذهبا.

ويتساءلون إنكاريا مع عدي بن زيد:
أكل امرئ تحسبين امرأ * ونار تَوَقَّدُ بالليل نارا
أقول هذا وأنا أفرق بين الناظم والشاعر،ولربما أزعم وأذهب في زعمي بعيدا فأرى أن حتى الناظم بالمعنى الحقيقي للنظم يندر وجوده.
إن الشعر يشكل إلى حد ما بالنسبة للإنسان حاجة جمالية أساسية ، لذا فنحن بين الفينة والأخرى نلجأ إليه قرضا أو قراءةً ونحن إذ نفعل فلأننا لا نكاد نتصور الحياة بدون شعر إلا فيفاء يصعب العيش فيها.و ما يعنينا في الموضوع أعلاه هو التساؤل حول الانجذاب إلى الشعر كتابة.و ما مدى سلبية أو إيجابية هذا الانجذاب .فالشعر حاليا يمر بأزمة لا تتمثل في تحققه و إنما في مدى الإقبال عليه من جمهوره.فنفور الجمهور منه لا بد له أسبابه ، و أعتقد أن بعض أسبابه تكمن في استسهاله من طرف كاتبيه.
الشاعر المحترق بجمرة الشعر هو الذي يعرف مشقة قرضه و تحقيقه ، و لكن هناك من يرى أن الشعر "مسلك يقود الخطى سهل المنال قريب" و هو بطبيعة الحال ليس كذلك.
إن استسهال الشعر هبط به إلى الأسفل ، و من ثم حصل له انكماش لفائدة أجناس أدبية أخرى كالرواية مثلا.فمستوى رواجه ضئيل جدا ، و مستوى تلقيه سماعا أضأل.
  • نتمنى أن ترف