كنوز نت - بقلم : سليم السعدي

" الاستعلاء والتكبر " 

لم ياتي في الكتب السماوية ذكر ان الله تعالى اعطى الحق في الاستعلاء والتكبر ، لقد خلقنا الله من نفس واحدة ومن نفس الجينات ، حيث يقول الله تعالى : " يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " ( النساء : ١ ) ، وهذا يعني ان جميع البشر ينحدرون من اصل واحد ، وهو ادم عليه السلام . فالتوراة تحتوي على نصوص تؤكد ان البشر جميعا ينحدرون من اصل واحد ، مما يتناقض مع فكرة " التفوق العرقي " او " الاستعلاء الجيني " لليهود او اي شعب اخر . 
اصل البشرية واحد 
سفر التكوين 1:127 " فخلق الله الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكرا وانثى خلقهم ،" هذا النص يشير الى ان جميع البشر خلقوا بنفس الطريقة ، ولا يوجد تمييز بين جنس واخر . سفر التكوين 3:20 " ودعا ادم وحواء ، مما ينفي وجود " اعراق متفوقة " او شعب مميز بيولوجيا . سفر التكوين 9:19 ( بعد قصة نوح والطوفان ) " هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح ، ومن هؤلاء تشعبت كل الارض ." يؤكد ان البشرية كلها تعود الى نسل نوح بعد الطوفان ، وليس هناك عرق خاص مميز ، 
جميع الامم متساوية امام الله 
سفر ملاخي 2:10 " اليس لنا اب واحد ؟ اليس اله واحد خلقنا ؟ فلم نغدر الرجل باخيه ؟" نص واضح بان الله خلق الجميع متساوين ، ولا يوجد تفوق لشعب على اخر ، التوراة نفسها تؤكد ان جميع البشر من اصل واحد ومتساوون ، ولا يوجد تفوق عرقي او جيني لاي شعب . فكرة " شعب الله المختار " لا تعني ان اليهود بيولوجيا متفوقون ، بل انهم كلفوا بمسؤولية دينية ، وليس لانهم عرق خاص . اما الصهاينة والمتطرفون ، فهم يستخدمون تفسيرات مشوه لدعم افكارهم الاستعلائية ، لكنها لا تتوافق مع النصوص الحقيقية . وهذا يفسر طريقة وتعامل الصهيونية العالمية مع من لا يوافق على سلوكهم او مشاريعهم وبذلك هم يحاربون الله والانبياء والرسل لاهداف دنياوية مادية ، فجميع البشر ينحدرون من اصل واحد ، وهذا يتفق تماما مع العلم ، حيث يثبت علم الوراثة ان جميع البشر يشتركون في اكثر من 99.9% من حمضهم النووي( DNA ) مما يعني ان الفروقات الجينية بينهم ضئيلة جدا ، رغم اننا جميعا نحمل نفس الجينات ، الل ان هناك اختلافات صغيرة جدا ( حوالي 0.1% من ال DNA ) ، وهذه الاختلافات تسبب بعضى الفروق في لون البشرة ، والشعر ، والطول ، وبعض للصفات الاخرة . هذه الاختلافات ليست دليلا على ان البشر مختلفون في اصلهم ، بل هي مجرد تنوع داخل نفس العائلة البشرية فاليهود مثلهم مثل بقية البشر ، ليس لديهم ميزة جينية خاصة تجعلهم شعبا مختارا " بالمعنى البيولوجي . اما من الناحية الدينية ، فالمفهوم الصحيح هو ان الله يختار من الامم لحمل رسالته وفق حكمته وليي بناء على العرق او الجينات ، وهذا ينطبق على كل امة تحمل رسالة سماوية في وقتها . " التفسير الديني المشوه " هناك جماعات وفرق يهودية ، خاصة الصهاينة المتطرفين ، يعتمدون على تفسيرات حرفية وانتقائية للتوراة ، حيث يرون ان الله اختار بني اسرائيل ليكونوا فوق الامم ، متجاهلين ان هذا الاختيار كان مشروطا بالطاعة والالتزام بالتوحيد ، وليس تفوق عرقيا دائما . في المقابل ، نجد ان الانبياء في التوراة نفسها حذروا بني اسرائيل من الغرور والاستعلاء ، وقالوا ان الله سيعاقبهم اذا انحرفوا عن الحق ، الفكر الصهيوني الحديث هو ان الحركة الصهيونية لم تكن في الاصل حركة دينية ، بل سياسية ، لكنها استخدمت المفاهيم الدينية لتبرر احتلال فلسطين . الصهاينة المتطرفون يروجون لفكرة ان اليهود " شعب مختار " بمعنى انهم متفوقون على الاخرين ، ويحق لهم السيطرة والتوسع . هذه العقلية تظهر في سياسات الاحتلال والاستيطان ، حيث يتم تبرير التمييز ضد الفلسطينيين وسرقة اراضيهم بناء على فكرة التفوق اليهودي . 
الدعم الغربي والاستعمار 
هو المحرك الاساسي لخروج اليهود عن تنفيذ اوامر الله فالقوى الاستعمارية مثل بريطانيا وامريكا ساعدت في ترسيخ هذه الفكرة عبر دعم اسرائيل سياسيا وعسكريا ، مما عزز شعور الصهاينة بالتفوق . 
الاعلام الغربي يروج لصورة ان اسرائيل " دولة متقدمة ومتفوقة " ، مما يدعم هذه العقلية . الاستعلاء الصهيوني ليس له اي اساس علمي او ديني صحيح ، بل هو خليط من تفسيرات مشوه ، وعقد نفسية بسبب الاضطهاد ، ودعم سياسي غربي . في النهاية ، لا يوجد شعبةمتفوق على الاخر ، والله يحكم بين الناس بالتقوى والعدل وليس بالعرق او القوة . عدو العالم هو واحد الاعلام الغربي ومن يدعمه فالاعلام الغربي يروج لاسرائيل ك " دولة متقدمة " بينما يصور العرب على انهم متخلفون ، مما يغذي ويعزز فكرة الاستعلاء . ان التطرف الديني في اسرائيل مثل احزاب يهودية متطرفة مثل " حزب شاس " و" حزب القوة اليهودية " تعتقد ان غير اليهود ( خاصة العرب ) اقل شانا ، وتدعو الى طرد الفلسطينيين او قتلهم . بعض الحاخامات المتطرفين اصدروا فتاوي تبيح قتل غير اليهود ، مثل كتاب " توراة الملك " الذي يبرر قتل الاطفال الفلسطينيين باعتبارهم " اعداء مستقبليين " . الخلاصة الاستعلاء الصهيوني ليس قائما على نصوص التوراة الصحيحة ، بل على تفسيرات منحرفة لاغراض سياسية ، وهو فكر استعماري عنصري مدعوم من الغرب . التوراة نفسها تؤكد ان البشر جميعا متساوون ، وان الله يحاسب بني اسرائيل اذا ظلموا ، لكن المتطرفين يختارون النصوص التي تناسب ايديولوجيتهم فقط . مثل بعض الشخصيات مثل ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وبنيامين نتتياهو يمثلون تيارات متطرفة وصهيونية في السياسة
الاسرائيلية . وهم جزء من الحكومة الاسرائيلية الحالية ، ويلعبون دورا كبيرا في تشكيل السياسات الداخلية والخارجية لاسرائيل ، خصوصاةفي ما يتعلق بالقضايا الفلسطينية والعلاقات مع العالم العربي . اليك بعض النقاط عن هذه الشخصيات ، 
1. ايتمار بن غفير ( وزير الامن الوطني ) 
الاراء المتطرفة : بن غفير هو احد اعضاء اليمين المتطرف في اسرائيل ، ويمثل حزب " عوتسما يهوديت " ( قوة يهودية ) الذي يتبنى افكار متشددة ضد الفلسطينيين والعرب . 
تصريحات عنصرية : كان بن غفير قد عبر عن اراء، عنصرية ضد الفلسطينيين ، وكان يدافع عن التمييز ضد العرب في اسرائيل . من بين تصريحاته المثيرة للجدل كان دعمه للطرد الجماعي للفلسطينيين من الاراضي المحتلة ورفضه للحقوق السياسية للعرب في اسرائيل .

دوره في العنف : كان له دور في تحريض العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس ، كما شجع على بناء المزيد من المستوطنات اليهودية غير قانونية في الضفة الغربية . 
2. بتسلئيل سموترياش ( وزير المالية ) 
المواقف السياسية المتطرفة : سموتريتش هو ايضا من اليمين المتطرف ، وهو قائد حزب " الصهيونية الدينية " . 
ايديولوجية استيطانية : يشتهر بتاييده المطلق للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ، ويشجع على الاستيلاء على المزيد من الاراضي العربية الفلسطينية . التمييز ضد الفلسطينيين : سموتريتش كان قد صرح في مرات عديدة بان الفلسطينيون ليسوا شركاء في السلام وانهم لا يجب ان يكون لهم اي حقوق سياسية في الاراضي المحتلة . التحريض على العنف : مثل بن غفير ، سموترتيش يعتبر من الشخصيات التي تحرض على العنف ضد الفلسطينيين وتدعوا الى المزيد من الاجراءات القمعية في المناطق المحتلة . 
3.بنيامين نتنياهو ( رئيس الوزراء ) تاريخ طويل في السياسة الاسرائيلية : نتنياهو هو شخصية محورية في اليمين الاسرائيلي ، وسبق له ان شغل منصب رئيس الوزراء لعدت فترات .
السياسة الاقتصادية والامنية : في ظل حكمه تبنت اسرائيل سياسات امنية مشددة ، وتعاملت بشكل قاسي مع الفلسطينيين ، وزادت بناء المستوطنات في الضفة الغربية . 
التحالف مع المتطرفين : خلال فترة رئاسته الاخيرة ، تحالف مع اليمين المتطرف ( مثل بن غفير وسموترتيش ) لدعم حكومته ، مما عزز من قوة التيار المتطرف داخل النظام السياسي الاسرائيلي .
ادارة العلاقات الدولية : رغن انه كان يروج لسياسات امنية متشددة ضد الفلسطينيين ، فانه قام بتحسين علاقات اسرائيل مع بعض الدول العربية ، خصوصا دول الخليج عبر اتفاقات ابراهيم .
التحديات التي تطرحها هذه الشخصية 
الاستيطان والتهجير : سياسة هؤلاء القادة تعزز الاستيطان في الضفة الغربية ، وهو الامر الذي يتسبب في تفجير التوترات مع الفلسطينيين والعالم العربي . 
التطرف والعنف : تصريحاتهم وافعالهم تعزز التطرف بين المستوطيني ، مما يزيد من العنف ضد الفلسطينيين ، ويؤثر سلبا على فرص السلام 
الاستعلاء والاقصاء : مواقفهم تعكس فكرة الاستعلاء ، حيث يعتقدون ان اليهود لهم الحق في فرض هيمنتهم على الاراضي المحتلة ، ويعبرون عن احتقار ورفض لاي حقوق للفلسطينيين .
الخلاصة : هؤلاء القادة يعبرون عن تيارات يمينية متطرفة تتبنى سياسات قمعية وعنيفة تجاهةالعرب والفلسطينيين ، وتعزز الاستيطان وتوسع السيطرة الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية هذه السياسة تقوض فرص السلام وتؤدي الى تصعيد الصراع في المنطقة . في النهاية ، يواجه الفلسطينيون والعالم العربي تحديات كبيرة في مواجهة هءا التيار المتطرف ، مع استمرار دعم القوى الغربية ودول المطبعة مع اسرائيل مما يعقد الوضع اكثر ،هناك تواطؤا او تساهل من بعض الدول العربية تجاه السياسات الاسرائيلية ، مما ساعد على تعزيز قوة اليمين المتطرف في اسرائيل بما في ذلك الشخصيات مثل بن غفير ، سموتريتش ، نتنياهو . هناك هدة عوامل تساهمىفيىهذاةالتواطؤ او التساهل : اتفاقيات ابراهيم ( التطبيع ) 
اهمال القضية الفلسطينية ومؤامرة انهاء مشروع القضية الفلسطينية ، انشغال بعض الدول العربية بالقضايا الداخلية ،الخوف الايراني الانقسامات في اتخاذ قرار موحد ضد ما يحدث بالمنطقة وعدم تعزيز الوحدة العربية والتي شكلت منعطف خطير سببه الرئيسي ضياع الامانة والاخلاق لتلك الدول وحضنت شرائع الغرب وباعت شعوبها ونشرت الفساد الاخلاقي حتى سمح لاعداء الامة بحرق المصحف وشتم الذات الالهية والرسول ولم نراى احدا منهم يخرج على الاعلام او ان يتجراء مقاضاة فاعليها ، الامة العربية تمر باحلك ظرف عبر عنه رسولنا الكريم بالقول يوشك ان تتدعى عليكم الامم من كل افق كما تداعى الاكلة الى قصعتها ." ان تفكك النسيج العربي والاسلامي سببه بالدرجة الاولى هم الحكام والملوك والامراء المتصهينين الذي جلسوا على كراسي حكمهم بتنصيب غربي متقن فكك الشعوب العربية بعدما كانوا وكن واحد