كنوز نت - بقلم المربيه الشاعره وفاء عياشي


لو كنت اعلم يا ولدي انها اللحظات الأخيرة التي سأراك بها ،لو كنتُ اعلم لأمسكتُ بك ولم اسمح لك بالخروج . 
لو كنت اعلم يا ولدي ان هذا الفطور الأخير الذي ستجلس به على مائدتنا لأطلت معك الجلوس . 
لوكنتُ اعلم يا ولدي ان هذا العشاء الأخير، لتركته مفتوحا طوال الليل لنتسامر معا ، ونضحك ضحكتنا المعتادة كلّ مساء . 
لو كنت اعلم يا ولدي أن هذا الباب سيكون آخر مرة يغلق خلفكَ لتركته مفتوحا ، كي تبقى رائحة عطرك في ثنايا البيت . 
لو كنت اعلم أن هذه الدفاتر والكتب انها اللمسات الأخيرة من أناملك ،لقبلتها الف مرة ومرة كي اشم رائحتك . 
لو كنت اعلم أن هذا الاتصال الأخير يا جواد يا ولدي بيننا ، لأطلت الحديث أكثر وأكثر . 

آه يا ولدي …. آه يا ولدي آه … ما أصعب أن يكون كلّ شيء آخر مرة معكَ . 
كيف سيكون الصباح دونك ، كيف سيكون الليل دونك ، كيف سيكون كلّ شيء دونك . 
كلّ شيء سيتساوى ، لا شيء سيساوي الشيء ، لأنك كنت كل الأشياء . 
فرحمي الذي دفؤك تقلص وانقبض وصرخ … أين أنتَ يا ولدي ، لما تركتني لا أساوي أي شيء في اللاشيء ؟!
رحمك الله يا ابن صديقي وزميلي في مقاعد الدراسة عامر … رحمك الله يا جواد … رحم الله البراءة التي لم تعد ترحم أحد .  
الله اكبر على الظالم والقاتل
بقلم المربيه الشاعره وفاء عياشي
وجع الجميع يا وفاء،  وجع بلد ومجتمع