كنوز نت - المشهد - الشَّاعر العَروضيُّ محمود مرعي


رِكابُكَ الشَّمْسُ

  •  شعر: الشَّاعر العَروضيُّ محمود مرعي
رِكابُكَ الشَّمْسُ لا خَيْلُ المَسافاتِ.. وَسَرْجُكَ الأُفْقُ، بَلْ أَعْلى مَقاماتِ
وَخَفْقَةُ النَّجْمِ سَيْفٌ حُزْتَ مَقْبِضَهُ..فَاطْعَنْ بِهِ طاعِنًا نورَ السَّماواتِ
يا مَنْ رَقى صَهَواتِ الضَّوْءِ رُقْيَتَهُ..فَغارَتِ الأَرْضُ مِنْ راقٍ وَمَرْقاةِ
لَئِنْ حُرِمْتَ لِقا غِزْلانِ كاظِمَةٍ..فَاهْنَأَ فَقَدْ بَرَزَتْ أَحْلى الغَزالاتِ
تَرْجو عِناقَكَ إِذْ وافَيْتَ مُخْتَضِبًا.. كِناسَها باذِلًا مَهْرَ الـمَليحاتِ
"لَمْ يُغْلِكَ الـمَهْرُ" إِذْ أَغْلَيْتَ غالِيَةً..صَداقُها الرُّوحُ لا ريشُ العَباءاتِ
مِنْ بَرْقِ ثَغْرِكَ قَدْ ضاءَتْ حَواضِرُنا..لا نورَ إِلَّاكَ في لَيْلِ المَتاهاتِ
مُطارَدُ اللَّيْلِ مُذْ أَشْرَقْتَ، دَيْدَنُهُ..غُروبُ شَمْسِكَ في بَحْرِ النِّفاياتِ
لٰكِنْ شَقَوْا بِكَ حَتّٰى صاحَ ناعِقُهُمْ..أَما لِنوركَ نَفْيٌ في النُّبوءاتِ
أَما لِدائِكَ أَدْواءٌ لِتَعْقِرَهُ..فَلا تُرى شاكِيًا غَمْرَ الإِحالاتِ
حَتّٰى يُرى عاقِرًا عَنْ كُلِّ مَحْمَدَةٍ..لٰكِنَّهُ عاقِرٌ عَقَّارَ ثَوْراتِ
تَغيظُهُمْ مِنْكَ آياتٌ مُؤَسْطَرَةٌ..لَمْ يَعْهَدوها جَنى الرَّاقينَ لِلْآتي
لَمْ يَعْهَدوكَ سِوى جُرْحٍ يَنِزُّ دَمًا..وَأَدْمُعٍ وَعَويلٍ في الجَنازاتِ

فَكَيْفَ فاجَأْتَهُمْ في عِزِّ يَقْظَتِهِمْ..وَطولِ كَيْدٍ لِتَحْيا في العَماياتِ؟
حَتّٰى تَظَلَّ وَضيعًا عابِدًا وَثَنًا..تَرْتادُهُ صَنَمًا بادي الغِواياتِ
تَعاهَدوكَ زَمانًا مُذْ نُكِبْتَ بِهِمْ..وَزَيَّنوكَ كَذِبْحٍ لِلْمَزاراتِ
غافَلْتَهُمْ وَرَكَضْتَ الأَرْضَ فَانْبَجَسَتْ..مَنابِعٌ طُمِسَتْ مُذْ رَكْضَةِ اللَّاتِ
أَجْرَيْتَ ماها نَميرًا سَلْسَلًا شَبِمًا..يَرْوي الظِّماءَ، تَفيضُ الأَرْضُ غَلَّاتِ
قَدْ آنَ أَنْ تَئِدَ الخَضْراءُ ما وَلَدَتْ.. مِنَ الـمَناكِلِ غَبْراءُ الجِناياتِ
أَذِعْ بَيانَكَ فَالأَكْوانُ مُصْغِيَةٌ..وَالأَرْضُ مَتْبولَةٌ تَرْنو لِـميقاتِ
أَذِعْ بَيانَكَ يا ابْنَ الصُّبْحِ في وَضَحٍ..قَدْ آذَنَ الصُّبْحُ أَنْ تَعْلو قِراءاتي
وَآذَنَ اللَّيْلُ بِالـمَوْتِ المُبيرِ فَقَدْ.. أَتى عَلى جُنْدِهِ هَدَّامُ لَذَّاتِ