كنوز نت - صبحة بغورة
إلى كل من يهمه الأمر، قول حق في كلمتين وبس:
لن يرسم حاضر الشعوب ويفهم واقعهم سواهم، ولن يحدد مستقبلهم ومصيرهم أجنبي من غيرهم ،وكل تدخل خارجي في مصائر الأمم مآله الفشل حتى ولو ادّعى صاحبه أنه شرطي المدينة أو حارس الحديقة .
- صبحة بغورة تكتب :
غزة للفلسطينيين ، وسيناء للمصريين
هناك أوامر من عالم آخر بعيد موجهة لدول ذات سيادة من أجل أن تتنازل عن جزء من ترابها الوطني لتمرير مؤامرة شيطانية ترمي إلى تشتيت الشعب الفلسطيني وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية بتفريغ قطاع غزة من أهله وتشريدهم ما بين مصر والأردن .. والأقرب أيضا تفريغ الضفة الغربية من سكانها الأصليين خدمة لمشاريع صهيونية استيطانية ، وبالتالي تشويه خريطة فلسطين المعروفة بنشر نجمة داوود على كامل مساحتها .
المخطط إذن محدد ومعروف، ولكن غير مكتمل المعالم والأهداف، إن تمسك العالم الآخر بتنازل مصر عن سيناء لأهل غزة يدفع على الاعتقاد أن لدى الكيان المحتل عقيدة راسخة أنه كما استولى على فلسطين من أهلها ، فإنه قادر أن يعيد الكرة مرة ثانية إذا استوطن الفلسطينيون ولو جزء من سيناء المصرية ، سيختلق ما يكفي كي يسلب منهم أرض سيناء أيضا لأتفه الأسباب فيتحقق له مراده في التوسع غربا للتمتع بمياه عيون موسى الباردة، واستغلال مناطقها التاريخية وإمكانياتها الطبيعية للترويج السياحي ثم مشاركة مصر في إدارة قناة السويس واقتسام عوائدها .. وسيجري تطبيق المخطط بكل أريحية حيث لا تخوف بعدها من تساقط صواريخ القسّام فوق رؤوسهم . المخطط معلوم ومدعوم بالكامل من أطراف خارجية قوية جدا، عسكريا واقتصاديا لا ترى غرو من ضرورة تطبيقه وفي أسرع وقت. لقد كان الأقرب للفهم أن يتم اقتراح توزيع كامل الشعب الفلسطيني على كامل التراب العربي خاصة في الدول التي تتمتع بمساحات إقليمية شاسعة وبموارد ضخمة وذلك عملا بشعار وحدة الشعوب والمصير المشترك.. ولكنه لا يخدم مخطط الكيان المحتل في سيناء تحديدا.
لا يمكن التصور بأن تتنازل مصر قيادة وحكومة وشعبا عن أرض سيناء حتى ولو كان هذا التنازل للأشقاء الفلسطينيين، لقد تمسك بها المصريون منذ فجر ما قبل التاريخ وروت دماؤهم أرضها جيلا بعد جيل ،إنها مسألة سيادة وكل من ينادي بغير ذلك خائن، وعلى كل من توحي له عرائس خياله المريض أن الأمر يُقضى ببضع مليارات من الدولارات وبوعود التكفل بجهود البناء والتعمير واهم ، فالغزاويون لن يتركوا أرضهم وأرض أجدادهم ، لن يتركوا التراب المروي بدماء شهدائهم ، لن يغادروا مقابر آبائهم وأبنائهم.. لن يذهبوا بعيدا عن أماكن المقدسات التي تعرفهم وألفتهم في كل صلاة ، غزة لأهلها وهذا القول الفصل .
27/01/2025 07:00 am 37