كنوز نت - عربي بوست


سوريا : معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وجيش النظام السوري


كنوز نت - تشهد المنطقة الشمالية الغربية من سوريا معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وجيش النظام السوري، التي تركزت في غرب محافظة حلب وشرق محافظة إدلب. حيث شنت فصائل المعارضة هجومًا مفاجئًا تحت اسم "ردع العدوان"، وهو الهجوم الأوسع من نوعه منذ أكثر من خمس سنوات، وتمكنت خلاله من السيطرة على العديد من البلدات والقرى والنقاط العسكرية في ريف حلب الغربي.
وأعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة أنها دخلت صباح الجمعة 29 نوفمبر 2024 أول أحياء مدينة حلب، بعد أن أكدت سيطرتها على عشرات البلدات والقرى إثر معارك ضارية مع قوات النظام السوري وحلفائها.

وتمكنت الفصائل التي تجمعت تحت اسم "إدارة العمليات العسكرية" من السيطرة خلال اليومين الماضيين على عدة مناطق استراتيجية في ريف حلب الغربي، من بينها بلدات قبتان الجبل وعنجارة وأورم، بالإضافة إلى قرية الشيخ علي، وكذلك قاعدة عسكرية هامة تعرف بالفوج 46، وهي مناطق كانت تحت سيطرة جيش النظام، الذي كان يستخدمها لقصف القرى المجاورة.
في الوقت نفسه، تم فتح جبهة جديدة في ريف إدلب الشرقي يوم الخميس، حيث اندلعت معارك عنيفة أسفرت عن سيطرة غرفة عمليات الفصائل على بلدة داديخ والتلة الاستراتيجية المجاورة لها، وقطع الطريق الدولي الحيوي الذي يربط دمشق بحلب.


بالمقابل، شن طيران النظام وروسيا غارات جوية استهدف خلالها مناطق سكنية في ريفي إدلب وحلب، إلى جانب قصف مدفعي وصاروخي ما أدى إلى خسائر في صفوف المدنيين، وفق "الدفاع المدني السوري، أحدثها غارات جوية على الأتارب أدت إلى مقتل 11 مدنيًا وإصابة 5 آخرين. وطلب "الدفاع المدني" من الأهالي فض التجمعات والتخفيف من التنقل.
كما شهدت مناطق في ريف حلب الغربي ومناطق في إدلب محاذية لخطوط جبهات القتال نزوحًا إلى مناطق أكثر أمنًا داخل مناطق الشمال السوري، قبيل بدء العمليات العسكرية.

لماذا شنت المعارضة السورية هجومها الآن؟

في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، أكد المقدم حسن عبد الغني، القيادي في "غرفة عمليات الفتح المبين" -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- أن من أسباب انطلاق المعركة: "الحشود العسكرية للنظام المجرم على تخوم المناطق المحررة، التي تهدد أمن المنطقة وسكانها"، مشددًا على أن "من واجب غرفة العمليات، الدفاع عن أهلنا في وجه هذا الخطر الوشيك، الذي يستهدف وجودهم وأمانهم".
أما أسامة حاج حسين، القيادي في فصائل المعارضة، قال في حديث لـ"عربي بوست": "يجب السيطرة على الجزء الممتد من جنوبي سراقب في ريف إدلب شرقًا، وحتى منطقة خان العسل على الأطراف الجنوبية من مدينة حلب، حيث الطريق الدولي (حلب- دمشق)"، أو كما يعرف باسم طريق "M5″، لضمان قطع إمدادات قوات النظام، وبالتالي، إمكانية التقدم نحو مدينة حلب، والسيطرة عليها".
من جانبه، قال السياسي المعارض محمد خير الدين، من ريف حلب، إنه يرى أن العملية بإمكانها تحقيق أهداف مرتبطة بغايتين رئيستين، هما: حماية المناطق المحررة وردع اعتداءات النظام السوري، ومنع إعادة تمركز المليشيات الإيرانية وحزب الله، في محيط مناطق المعارضة، التي تم رصد توسعها واستيطانها في محيط المناطق المحررة، خاصة بعد هروبها من لبنان، ومحاولاتها إعادة تنظيم صفوفها"، وفق قوله.


"ردع العدوان".. ما الفصائل السورية التي تقاتل في هذه المعركة؟

تدار عملية "ردع العدوان" من قبل غرفة عمليات مشتركة تسمى "إدارة العمليات العسكرية"، ولم يُعرف ممكن تتكون ولكن يبدو أنها مرتبطة بتنظيم "الفتح المبين" التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، حيث تقول تقارير إن مقاتلين من "هيئة تحرير الشام" وشريكتها "أحرار الشام" ومجموعات من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وفصائل أخرى يشاركون في العملية.

1- هيئة تحرير الشام

تعد "هيئة تحرير الشام" أبرز المجموعات المشاركة في الهجوم على مناطق النظام في حلب، وهي جماعة إسلامية مسلحة تشكلت في يناير/كانون الثاني 2017 نتيجة اندماج فصائل جهادية عدة. وكانت سلفها تعرف باسم "جبهة النصرة"، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا قبل انفصال الطرفين في يوليو/تموز 2016.

وتسيطر هيئة تحرير الشام التي يتزعمها "أبو محمد الجولاني" على معظم مناطق محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وتديرها من خلال جبهة إدارية تسمى "حكومة الإنقاذ السورية". ويقود الهيئة أبو محمد الجولاني الذي كان يقود جبهة النصرة قبلها. أما هدف الهيئة العام فهو "تحرير سوريا" من القوات النظامية.

2- أحرار الشام

حركة أحرار الشام الإسلامية وهي إحدى الفصائل المسلحة التي نشأت إبان الأحداث السورية وذلك باتحاد أربع فصائل إسلامية سورية وهي "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" "وجماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة".
تتمركز القوة الضاربة لـ "أحرار الشام" في إدلب وريفي حلب وحماة، حيث برزت قوتها خلال السنوات الماضية في مواجهة الجيش النظامي في عدة مواقع كتفتناز وجبل الزاوية ومدينة حلب وسراقب وأريحا والرقة.

3- الجبهة الوطنية للتحرير

هو تحالف للمعارضة السورية المسلحة في جنوب غرب سوريا، تم تشكيله من قبل 11 فصيلًا في "الجيش السوري الحر"، في مايو 2018 بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد ويضم 30 ألف مقاتل.
الفصائل التي يضمها: "فيلق الشام"، "جيش إدلب الحر"، "الفرقة الساحلية الأولى"، "الجيش الثاني"، "الفرقة الساحلية الثانية"، "جيش النخبة"، "الفرقة الأولى مشاة"، "جيش النصر"، "لواء شهداء الإسلام – داريا"، "لواء الحرية"، "الفرقة 23".

4- الجيش الوطني السوري

هو تحالف من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والتي تعارض القوات الموالية للنظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.
وتأسس الجيش في ديسمبر/كانون الأول 2017، وشاركت في عدة عمليات عسكرية للجيش التركي في شمال سوريا. ويعمل كجيش للحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية ومقرها تركيا، في محاولة لوضع الجيش السوري الحر تحت "قيادة موحدة".

5- قوات "جيش العزة"

"جيش العزة"، الذي كان يسمى سابقاً "تجمع العزة" ويقوده الرائد المنشق عن جيش النظام جميل الصالح، و"جيش العزة" هو جماعة سورية معارضة تابعة للجيش السوري الحر كان ينشط في شمال غرب سوريا، وخاصة في سهل الغاب شمال حماة والمناطق المحيطة به. وقد تم تزويد الجماعة بصواريخ مضادة للدبابات من قبل الولايات المتحدة خلال الحرب على تنظيم "داعش" عام 2015.

6- كتائب "نور الدين الزنكي"

وهي حركة إسلاميّة ثورية شاركت في القتال ضد النظام السوري خلال السنوات الماضية؛ وكانت الحركة جزءًا من مجلس قيادة الثورة السورية، وخلالَ السنوات الماضية كانت كتائب "جيش العزة" واحدةً من أكثر الفصائل نفوذًا في حلب وبحلول 18 شباط/فبراير 2018 اندمجت الحركة معَ فصيل "أحرار الشام" لتشكيل "جبهة تحرير سوريا".