كنوز نت - مصر - بقلم : هانم داود


عمر بن الخطّاب

الصحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب بن نُفيل القُرشيّ العدويّ رضي الله عنه ، (المُكنّى بأبي حفص)ولقب (الفاروق)لأنّ الله فرّق به بين الحقّ والباطل
وُلد عمر بن الخطّاب قبل البعثة النبويّة الشريفة بثلاثين عاماً،كان طويلاً، جسيم القامة، أعسر، أشعر، وأصلع الرأس، شديد الحُمرة،عُرف عنه الجديّة، وجَهوريّة الصوت،والعَدْل، وقلّة الضحك، والفراسة، وصاحب إرادةٍ، وذو شخصيّةٍ قويةٍ،له هَيبةٌ بين الناس، ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْن التصرّف ما جعله في الجاهليّة سفيراً لقريش، كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة.
إسلام عمر بن الخطّاب خرج ذات يوم عازماً على قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فصادفه في الطريق رجلٌ أخبره أنّ أخته(أخت عمر بن الخطاب) أسلمت، فانطلق إليها وهو في قمة الغضب،
وصل الى البيت،وأخته تقرأ آياتٍ من سورة طه، و تأكّد من إسلامها، وضربها بشده حتى سال الدم وضرب زوجها،وفقد الأمل في عدولها عن الاسلام وطلب منها معرفة ما كانت تقرأه هى وزوجها، وأعطته إيّاه بعد أن اغتسل؛ تنفيذاً لطلبها،
و قرأ من سورة طه حتى قوله -عزّ وجلّ-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري).وهداه الله للاسلام
انطلق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومَن معه من الصحابة، وكان منهم حمزة بن عبدالمُطّلب، وأعلن إسلامه وتوحيده لله تعالى ، وأنّ محمّداً عبد الله ورسوله
كان إسلامه في السنة الخامسة من البعثة نَصرٌ للدِّين،
هجرة عمر بن الخطّاب من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة علناً، إذ خرج إلى الكعبة المشرفة، وطاف بها سَبْعاً، وصلّى ركعتَين عند المقام
كان إسلامه بدايةً لفتح طريقٍ جديدٍ في عبادة الله تعالى جَهْراً، والذي ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال فيه: (اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ).
لُقّب بأمير المؤمنين، وسبب ذلك أنّه كان يُقال له خليفة خليفة رسول الله، فرأى المسلمون أنّ الاسم سيطول لمَن يأتي بعده، فأجمعوا على لقب أمير المؤمنين لعمر بن الخطّاب،
كان عمر بن الخطّاب شديداً على أهل بيته الإلزام بأحكام الدِّين وتطبيق شرع الله، و كان قلبه مليئاً بالشفقة والرّحمة عليهم
شارك الفاروق عمر بن الخطّاب مع رسول الله صلّى في جميع المشاهد والغزوات،
أثناء خلافه الخطاب للمسلمين بعد وفاة أبو بكر الصديق:كان عمر بن الخطّاب شديد الاهتمام بالرَّعِية، بحيث يخرج ليلاً يتفقّد أحوالهم، وممّا ورد في اهتمامه بالرَّعية أنّه خرج في ليلةٍ،
1-وجد امرأةً وقد أتاها المخاض، وليس عندها مَن يساعدها، فانطلق مُحضراً زوجته أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وحاملاً على ظهره الطعام، فقاما بما يلزم للمُساعدة دون أن يعلم أهل البيت أنّه أمير المؤمنين حتى انتهوا
2-وذات مره:وجد امرأةً تطبخ في الليل لأولادها وهم يبكون، فعلم منها أنّها تغلي الماء إيهاماً للأطفال بأنّه طعامٌ حتى يناموا، فانطلق مهرولاً يبكي، وعاد يحمل الدقيق واللحم، وطهى، وأطعم الأطفال، ولم يتركهم حتى ناموا
3-كان يقوم على خدمة ورعاية عجوز عمياء ومُقعدة
4-كان الخطاب: ذات ليلةٍ ممطرةٍ يتجوّل في المدينة، فسمع امرأةً تطلب من ابنتها خلط الماء باللبن، فرفضت ابنتها مذكّرةً بأنّ أمير المؤمنين منع على الناس ذلك، فتردّ الأم بأنّ عمر لن يرى ذلك الفعل، فتصرّ الفتاة على عدم فعل ذلك، وهي تقول: "إن كان أمير المؤمنين لا يرانا، فرُّب أمير المؤمنين يرانا"، ففرح الفاروق بما سمع، بل زاد أن زوّج ابنه عاصم من تلك الفتاة
 ظهرت حكمة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ورجاحة عقله في تعامله مع مرض طاعون عمواس، كان قد خرج إلى الشام، ومعه عددٌ من الناس، وعندما عَلِم أنّ المرض انتشر في الشام، أمر الجميع بالعودة وعدم دخول الشام، وقال له أبو عبيدة بن الجرّاح: "أفرار من قدر الله"، فردّ عليه الفاروق قائلاً: "نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله"، ثمّ حمد الله تعالى ،
عاد و في طريقه عندما سمع من عبدالرحمن بن عوف أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد قال: (إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بهَا، فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه)
و.عمر بن الخطّاب أميراً للمؤمنين،أصاب المسلمين القحط،و.سُمي العام بعام الرَّمادة؛ لأنّ الأرض أصبحت جرداء سوداء كالرَّماد؛ من قلّة المطر، فسار الناس من البوادي إلى المدينة المنورة، وقدّم الفاروق كلّ ما هو موجودٌ في بيت المال للناس
 ولم يقبل أنّ أكل إلّا الزيت والخل، حتى ضعف جسده واسودّ وجهه، وبقي الحال على ذلك تسعة أشهرٍ،

وحتى هيأ الله أسباب الفرج، وصلّى الفاروق والمسلمون صلاة الاستسقاء
قام عمر بن الخطّاب بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبويّ في السنة السابعة عشر من الهجرة، حيث ازداد عدد المسلمين والمصلّين
توسّعت الدولة الإسلاميّة في زمن عمر بن الخطّاب، فوصلت الصين من الشرق، وبحر قزوين من الشمال، وتونس وما خلفها من الغرب، والنوبة من الجنوب، حيث فتحت الجيوش الإسلاميّة في عهد الفاروق بلاد الشام وإيران والعراق، بالإضافة إلى مصر وليبيا. وكان ذلك كلّه في عشر سنواتٍ، وهي مدة خلافته،
وهذا يعود الى حسن قيادة الفاروق، التي بيّنت موهبته في القيادة العليا، وقدرته في اختيار قادة الجيوش.بعد مشيئة
استشهاد عمر بن الخطّاب قد طُعن من قِبل أبي لؤلؤة، يوم الأربعاء، قبل انتهاء شهر ذي الحِجّة بثلاثة أيّامٍ، واستُشهد -رحمه الله- بعد ذلك بثلاثة أيّامٍ، حيث كان يُصلّي الفاروق الفجر بالمسلمين، فطُعن غَدْراً. فأخذ رضي الله عنه بيد عبدالرحمن بن عوف، وقدّمه للصلاة، وبعدما عَلِم أنّ مَن طعنه هو أبو لؤلؤة حَمد الله تعالى أنّه لم يُقتل على يد مُسلم، كما أنّه بعث ابنه عبدالله إلى أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها مُستأذّناً منها أن يُدفن بجانب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصدّيق، فأذنت له بذلك،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَا أنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، قُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا...)
                  
  • مصر - بقلم : هانم داود